الأخلاق الحميدة
تقوم الحياة القويمة على أخلاق الناس في التعامل مع كل ما يحيط بهم من البشر والجمادات والنباتات؛ فالأخلاق هي منظومة كاملةٌ للحياة ولا تستقيم إلا بها، والخُلق بالمعنى اللغوي هو الطَّبع والسجية الذي يتحكم في تصرفات الفرد أما في الاصطلاح هي مجموعة الأفعال والأقوال التي تصّدُر عن الفرد من غير قصّدٍ وإنما نتيجة ما يتدفق من داخله من قناعاتٍ ومبادئ راسخةٍ، فإذا كانت هذه الأفعال والأقوال مما يحمده الناس فتسمى الأخلاق الحميدة وأن كانت مما يذمه الناس كانت الأخلاق السيئة أو المذمومة.
أهمية وفائدة الأخلاق الحميدة
دعت جميع الرسائل السماوية في كتبها وعلى ألسنة رسلها إلى اتباع الأخلاق الفاضلة والمحمودة من قِبل الله تعالى ثم من الناس كالصدق والأمانة والإخلاص والوفاء والشجاعة وقول الحق ومساعدة الآخرين والنزاهة وغيرها من مكارم الأخلاق حتى كانت إحدى غايات البعثة المحمدية إتمام مكارم الأخلاق التي كانت منتشرةً في الجاهلية والتي أكدّ عليها الإسلام كونها تتوافق مع الفِطرة السليمة، ومن أهميتها:
- آداة للتفاضل بين الناس في الدنيا والآخرة.
- عبادةٌ يستحق عليها الشخص الأجر والمثوبة من الله بمقدار ما طبّق منها.
- الأخلاق المحمودة مقياسٌ ودليلٌ على بقاء الأمم واستمرار حضارتها وثقافتها وسيادتها.
- إنهاء العداوة والخلاف مع الطرف الآخر واستبدالها بالمحبة والود والوئام، قال تعالى: {ادفعْ بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه وليٌّ حميمٌ}.
- إضفاء الجمال الروحي إلى الشخص المتصف بالأخلاق الحميدة وتزايد إقبال الناس عليه وعلى مجالسته ومحادثته والتقرب منه.
- الانشغال بإصلاح النفس وعدم الانشغال بالآخرين وبما يفعلون أو يقولون أو يمتلكون.
- انتشار الفضيلة بين أفراد المجتمع وتقليل ما هى اسباب انعدام الأمن والأمان.
الأمور المعينة على اكتساب الأخلاق الحميدة
- تقييم الشخص لنفسه من خلال تحديد ما يتصف به من أخلاقٍ محمودةٍ ومذمومةٍ وتسجيل ذلك في ورقةٍ، والبدء في تأكيد المحمود منها والانتهاء والتخلص من المذموم واحدةً تلو الأخرى.
- المراقبة الذاتية لما يصّدر عن الفرد من أقوالٍ وأفعالٍ.
- العمل على ضبط النفس وأخذها بالحزم والصرامة كي تستقيم على محمود الأخلاق.
- الإكثار من الاطلاع على مكارم الأخلاق في أمهات الكتب وما رُوي عن أشخاصٍ في كافة الديانات والحضارات وما خلّد ذِكرهم من الأخلاق والاقتداء بهم.
- الإكثار من تكرار الأدعية التي يطلب العبد فيها من ربِّه إعانته على الاتصاف بالأخلاق الفاضلة التي ترضيه وتقربه إلى قلوب الناس.
- التفكير في الآثار الإيجابية التي سيجنيها الفرد لو اتصف بالخُلق الحميد والعواقب الوخيمة لو اتصف بسوء الخُلق على كافة الأصعدة.
- الصبر على النفس حتى تُتقن الخلق الحميد الذي تريد وتتخلص من الخلق السيء وعدم اليأس في حال تأخر الإصلاح الذاتي.