مفهوم وتعريف ومعنى التطرف الديني
التَّطرُّف في اللغة العربية أي التحيز والتعصب إلى طرفٍ ما دون الطرف الآخر أو الأطراف الأخرى، وهو أيضًا ضد الوسطية والاعتدال فالتطرف هو مجاوزة الحدّ في الحب أو الكره أو العِداء أو غيرها من المشاعر وما يترتب عليها من الأقوال والأفعال، ويُعتبر التطرف الدينيّ أحد أشكال التطرف في العالم وهو ظاهرةٌ اجتماعيةٌ منتشرةٌ في العديد من المجتمعات والأديان إذ أنها ترتبط بأشخاصٍ ينتمون إلى دينٍ ما، وعادةً ما يرتبط هذا النوع من التطرف بشعاراتٍ مرتبطةٍ في الدين وأفعالٍ تتناقض مع التسامح الموجود في الأديان خاصةً السماوية منها، وسيكون محور المقال حول ما هى اسباب التطرف الديني التي تدفع بالشباب إلى هذا المنزلق الخطير.
ما هى اسباب التطرف الديني
التطرف في الدين كما أسلفنا ليس حِكرًا على دينٍ دون آخر بل هو فِكرٌ ينتشر بين أوساط مجموعاتٍ من الشباب نتيجة تأثير ونتائج عوامل نفسية واقتصادية واجتماعية وفِكرية وسياسية ومنها:
- انحراف التفكير لدى الشخص عن مبادئ العقلانية والوسطية والعدالة والجهل بتعاليم الدين الصحيح الذي يعتنقه والتي ترفض جميع أشكال التعصب والتطرف.
- عدم تقبل الآخر من حيث اختلاف الأديان أو المذاهب في الدين الواحد ممّا يجعل كلا الطرفين في حالة تأهبٍ وخوفٍ من بعضهما البعض، ووجود طرف ثالث يذكي تلك الخلافات لمصالح ومكاسب سياسية.
- الفهم الخاطئ لتعاليم الدين كالدين الإسلاميّ على سبيل المثال والتي تقوم على الجدال بالحسنى وتقبُّل الآخر ورفّض العنف والسماحة الدينية وأنّ الحساب والعقاب على الأعمال بيد الله تعالى.
- اتباع أقوال بعض العلماء الدينيين وتقديسها وكأنها أحد النصوص الدينية الثابتة والتي قد تحمل في طياتها الدعوات إلى التطرف والانحراف عن الدِّين القويم.
التطرف في الإسلام
كلمة التطرف غير مألوفةٍ في النصوص الدينية الثابتة في القرآن الكريم أو السنة النبوية إلا أن القرآن جاء بلفظٍ مشابهٍ لكلمة التطرف ألا وهي الغُلو أي تجاوز الحدّ في أمرٍ ما، والغلو في الشرع هو مجاوزة الحدّ في الأمور والتعاليم الدينية والخروج عن دائرة الحق في الأقوال والأفعال وإلصاق ذلك بالله تعالى وبالدين الإسلامي وبتعاليم الرسول الكريم زورًا وبهتانًا، وإن كان البعض يرى أنّ الغلو هو أحد الما هى اسباب الدافعة بالفرد إلى التطرف الدينيّ.
طريقة محاربة التطرف الديني
- نشر التعاليم الصحيحة للدين دون السماح للأشخاص بالتأثير ونتائج في الفتوى الدينية بما يتناسب مع أهوائهم وآرائهم.
- أخذ تعاليم الدين من أهل الوسيطة والاعتدال من علماء الدين.
- نشر ثقافة تقبل الآخر بمذهبه ودينه وطقوسه وألا يكون ذلك سببٌ في الحكم عليه حُكمًا مُسبقًا.