الإنسان والمأوى
كان الإنسان البدائي فيما مضى يعتمد على العيش في المناطق التي تتميز بتوافر الماء ووجود الغذاء من أجل توفير حاجيات البقاء الإنساني، وظهر ذلك من خلال قيام العديد من الحضارات الإنسانية العظيمة بالقرب من المصادر المائية، وظهرت بعض جماعات أخرى من البدو الرحّل، والذين كانوا ينتقلون في الصحراء بحثًا عن مصادر الماء، وما إن تنفد المياه حتى يرتحلوا إلى مكان آخر يعثرون فيه على مصدر مائي آخر، ومع مرور الوقت وتطور أسلوب الحياة تغير السلوك البشري، وبدأ الإنسان يالبحث عن حاجيات أخرى يحقق بها الاستقرار الذاتي، وبدأت التجمعات المدنية بالظهور، وبدأ مفهوم وتعريف ومعنى التحضر يطفو على السطح، فتعرف ما هو التحضر؟
التحضر
فيما يلي بعض المعلومات عن التحضر:
- يشير مفهوم وتعريف ومعنى التحضر إلى ظاهرة مرتبطة بالمجتمعات الإنسانية، والتي من خلالها ينزع الإنسان إلى الانتقال من الأرياف إلى المدن من أجل الالبحث عن بيئة تكون أكثر ملائمة لاحتياجاته، ومتطلبات حياته اليومية.
- ينتج عن التحضر حدوث تغييرات في السلوك الإنساني، من خلال تغير نمط الحياة اليومي، والوسائل التي يستخدمها الإنسان في تحقيق ذاته، والوصول إلى أهدافه.
- يشمل المنظور المجتمعي لهذا المفهوم وتعريف ومعنى الحضاري حدوث نقلة نوعية في الجانب الاجتماعي من حياة الإنسان، ويكون ذلك على شكل ظهور عادات اجتماعية جديدة لأهل الحضر الجدد، بالإضافة إلى نمط اللباس، وطريقة الحديث، وبعض التقاليد المدنية الخاصة.
- عادة ما يرتبط وجود التجمعات الحضرية بنمو الاقتصاد، ووجود فعاليات تجارية ضخمة، بالإضافة وجود شواغر وظيفة أعلى لارتفاع عدد المصانع والشركات التي تصبح في حاجة ملحة إلى زيادة الإنتاجية لإشباع حاجات المجتمع الحضري المتنامية، الأمر الذي يؤدي انتقال الناس إلى العمل في المدن، وعدم قدرة سكان المدينة على سداد حاجة الشواغر الوظيفية التي تحتاجها هذه المدن.
سلبيات التحضر
هناك العديد من الآثار السلبية التي ترتبط بالتحضر، والتي تنجم عن الانتقال من الأرياف إلى المدن بشكل كبير الأمر الذي يؤدي إلى ما يلي:
- حدوث التضخم السكاني من خلال الأعداد الهائلة من الناس التي تصل إلى المدن من الأرياف لغايات العمل أو الاستقرار النهائي.
- حدوث فجوة في العلاقات الاجتماعية بسبب انتقال الإنسان إلى بيئة جديدة يقل فيها عدد الأشخاص الذين يعرفهم.
- زيادة الضغط على السلع والخدمات، وظهور حاجة إلى وجود بنية تحتية جديدة قادرة على استيعاب الضغط الهائل الذي يفرضه قدوم الناس إلى المدن من البوادي.
- حدوث حالة من عدم الاستقرار النفسي للأشخاص القادمين إلى المدن بسبب تغير نمط الحياة بشكل كلي، وعدم القدرة على استيعاب حالة التغير التام في مختلف أشكال الحياة، وطرق ووسائل التواصل مع الناس، والانتقال من مكان إلى آخر.