تعمل الساعة البيولوجية كتعرف ما هو معروف لدى الجميع على تنظيم أوقاتنا خلال 24 ساعة, فهي تنظم وقت النوم و اليقظة, و تحافظ على نسبة نشاط و طافة عالية خلال اليقظة, بحيث تسيطر على الجسم من الناحية الهرمونية, فتطلق كمية من هرمون النوم الميلاتونين خلال الليل, مما يسهل عملية النوم, و يتم قمع إنتاجه خلال النهار, حيث يتم زيادة إنتاج هرمون الكورتيزول الذي يساعد في توليد الطاقة المناسبة للنشاط اليومي, في حالة اليقظة.
وجدت الدراسات أن الخلايا الت تتحكم في الساعة البيولوحية للإنسان تتواجد في منطقة تحت المهاد, و المتصلة مع العصب البصري بشكل مباشر, و أن هناك مجموعة خلايا في منطفة شبكية العين تنقل المؤشرات الضوئية للدماغ, من أجل المساعدة في ضبط الساعة البيولوجية, فحين تتعرض أعيننا للضوء الساطع خلال النهار, تعلن الساعة البيولوجية وقت اليقظة وما يتبعه من إفرازات هرمونية مناسبة, و في حال انخفاض مستوى الضوء تعلن الساعة البيولجية و من خلال الهرمونات أيضا الدخول في حالة النوم, و يعد تعرضنا للضوء خلال الليل أو انعدامه خلال النهار, سببا رئيسيا في انعدام التوازن في ساعتنا البيولوجية, والذي يؤثر على نومنا ونشاطنا خلال اليوم, ولكن كيف يؤثر العمر على ساعتنا البيولوجية؟
لا بد أن جميعنا يلاحظ أختلاف النشاط عند الاشخاص المسنين, بالرغم من عدم وجود مشاكل وعيوب صحية لدى بعضهم, تقول الدراسات أن حساسية الخلايا الموجودة في شبكية العين, و التي تقوم بإرسال المعلومات الضوئية للدماغ من أجل المحافظة على دقة و توازن الساعة البيولوجية, تتأثر بشكل كبير بتقدم العمر, فإن الناس بعد سن 45 يفقدون 50% من قدرتهم على امتصاص الضوء و خصوصا الضوء الازرق الذي يلعب الدور الأساسي في عمل الساعة البيولوجية, و كلما زاد تقدم العمر كلما قلة هذه النسبة بشكل ملحوظ أكثر, مما يؤثر على نشاط الفرد.
و حين تم إجراء بعض الدراسات على مجموعة من الرجال و النساء, من فئة صغر السن وكبار السن, وجد الباحثون أن استجابة أجسام صغار السن للأشعة الساطعة في خفض نسبة هرمون الميلاتونين (هرمون النوم) كانت اكبر بكثير من استجابة كبار السن, و كذلك في تحسين المزاج لديهم, وهذا ما قد يفسر حالات الكسل التي نشعر بها كلما تقدمنا في العمر.
و أوصت الدراسة كبار السن في التعرض للضوء بصورة كبيرة خلال النهار, من أجل الحصول على النشاط والمزاج الجيد خلال اليوم, بالإضافة إلى المحافظة على صحة العينين, و المسارعة في الانتهاء والتخلص من المشاكل وعيوب المتعلقة بالنظر من إعتام العدسة أو تكون المياه الزرقاء أو البيضاء.