تعرف ما هو هدفك الأكبر في الحياة؟
أن وجود إجابة لديك على هذا السؤال, تعني أنك قد تكون محمي بنسبة كبيرة من الإصابة بمشاكل وعيوب نقص الإدراك أو الألزهايمر, أو أي عرض مرتبط بشيخوخة الدماغ, هذا ما حاول و نجح مجموعة من الباحثين في إثباته.
كشفت دراسة أجراها مجموعة من الباحثين في مركز راش لأمراض الألزهايمر بأن الأشخاص الذين يسعون في حياتهم إلى تحقيق هدف أكبر, يتمتعون بتباطؤ معدلات تدهور الدماغ, و تأخر ظهور لويحات أميلويد, و تشابك الليف العصبي في الدماغ, التي تعد سبب تدهور الذاكرة و الإدراك, و المرتبطة بمرض الألزهايمر أيضا, و التي تظهر عادة بسبب تقدم العمر.
شارك في الدراسة 246 شخصا, لم يكن يعاني أي منهم من الخرف قبل بداية الدراسة, كانوا يخضعون للاختبارات المعرفية و العصبية, مرة كل عام خلال فترة الدراسة التي استمرت 10 سنوات, و تتم دراسة و رصد تجاربهم الحياتيه و أهدافهم في الحياة أيضا, و بعد وفاة أي منهم, كان الباحثون يقومون بإجراء تشريح للدماغ لاكتشاف نسب تكون لويحات أميلويد و التشابك الليفي العصبي في الدماغ, حتى وصلوا إلى أن الأشخاص الذي كانوا خلال حياتهم يسعون بشكل دائم لتحقيق أهداف معينة, كانوا أقل عرضة لتدهور الدماغ, و كانت أدمغتهم عند تشريحها تحتوي على نسب أقل من لويحات أميلويد و التشابك الليفي العصبي.
و الجدير بالذكر هنا, أن هذه الدراسة و التي نشرت نتائجها دورية أرشيف الطب النفسي العام, ليست الأولى التي حاولت إيجاد علاقة بين وجود هدف أكبر في الحياة و الأثار الإيجابية على الصحة الدماغ, إذ سبقها إلى ذلك أكثر من دراسة كانت نتائجها تشير إلى أن الأهداف التي نسعى لها في حياتنا سبب درء خطر الإصابة بالألزهايمر, و أكدت على نتائجها هذه الدراسة التي تعاملت مع عينة تعد كبيرة, و استخدمت التشريح الفعلي للدماغ, و كذلك الاحتبارات المعرفية و العصبية.
يرى الباحثون في هذه الدراسة أن اشتراك المسنين في النشاطات الاجتماعية, أو النشاطات ذات الأهداف الخيرية مهم من أجل محاربة خطر الإصابة بالألزهايمر.