لقد أنزل الله سبحانه وتعالى على الأمة الإسلامية في جميع أنحاء الكرة الأرضية ليكون كتاب للعبادة ومنهاج ودستور للحياة الدنيوية، فالقرآن الكريم كتاب له فضل رائع وعظيم، يجعل من قارئه إنسان مكانة وفضلا لا يجاريه فيه أي شخص آخر، فالرسول عليه صلاة وسلام قال (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) صدق رسول الله، فقراءة القرآن تدل على خير كثير وصفاء ونور يتولد داخل روح الإنسان؛ والقرآن يعتبر كالمائدة المليئة بما تشتهيه النفس وتستطيبه أنزلت من عند الله سبحانه وتعالى ليستقيم به الإنسان، فهو الأمان والشفاء النافع، ونجاة لمن تمسك به وقرأه بكل حب وشوق، وأجر عظيم من عند الله لكل من تمعن في كلماته وتدبرها في عقله؛ وتنوعت طرق ووسائل قراءة القرآن بشكل كبير ومن إحدى هذه طرق ووسائل قراءة القرآن من الجوال، سنتعرف على حكم قراءة القرآن من الموبيل من خلال هذا المقال بالتفصيل.
حكم قراءة القرآن من الجوال
- قراءة القرآن من الموبيل خلال أوقات الصلاة أصبحت من الأساليب الحديثة والمتطورة التي فرضتها علينا الحياة من خلال التطور التكنولوجي السريع، والتي أثرت بشكل قوي على نمط حياتنا.
- اختلفت أراء علماء الفقه الإسلامي في قراءة القرآن خلال الصلاة محمولاً أم تلقين، فقال أبو حنيفة أن حمل القرآن في الصلاة يعمل على إفسادها فيجب على المسلم حفظ القرآن وقراءته عن طريق الغيب في الصلاة، والسبب في ذلك أن تقليب أوراق القرآن الكريم في صلاة يعتبر عمل كثير ويفقد التركيز فيها ونفس المسألة تنطبق على قراءة القرآن من الجوال.
- أما علماء المالكية قالوا بأن حمل القرآن الكريم فيه كراهة أثناء الصلاة، فحمل المصحف في الصلاة يكثر الاشتغال فيه فيجب على المسلم قراءة القرآن عن غيب وأن يكون حافظاً له، وينطبق الأمر نفسه على القراءة القرآن من الجوال.
- أما علماء المذهب الشافعي والحنبلي، أجازوا قراءة القرآن خلال الصلاة فقد قال الإمام النوي(( لو قَرَأ القرآن من المُصحف لم تبطُل صلاته سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة كما سبق، ولو قلّب أوراقه أحياناً في صلاته لم تبطل))، فهذا الحكم ينطبق أيضاً على قراءة القرآن من الموبيل حسب ما ورد من علماء المذهب الشافعي والحنبلي.
- فقراءة القرآن من الكتاب وتقليب الأوراق أو القراءة من الموبيل أو أي جهاز آخر مثل الحاسوب أو تلفاز إذا كان أمام المصلي جائز لأنه يعرض الآيات كتعرف على ما هى موجودة في المصحف أو في عقولنا.
- أما قراءة القرآن من الموبيل خارج أوقات الصلاة فيعتبر جائز كالقراءة من المصحف، إذا كانت الآيات واضحة وصحيحة كتعرف على ما هى بالمصحف والسور متكاملة ويراعى فيها آداب التلاوة وأسس التجويد الصحيحة.