السماعة الطبية
هي جهاز طبي يستخدم بشكل عامّ من قبل الأطباء والممرضين وغيرهم من المهنيين الطبيين، تستخدم في الغالب لإجراء فحوصات على وظائف القلب والرئة، ومن خلال السماعة الطبية يمكن أن يسمع الطبيب بسهولة إذا كان القلب أو الرئتين يعملان بشكل صحيح ويكتشف وجود أي مشكلة صحية بهما، كان لهذا الاختراع أهمية وفائدة كبيرة جدًا في مجال الطب والفضل يعود إلى الطبيب الفرنسي رينيه لينيك مخترع السماعة الطبية.
نبذة عن مخترع السماعة الطبية
رينيه لينك طبيب فرنسي ولد في باريس عام 1781م، وتوفي عام 1826م، فاز بالجائزة الأولى للطب في مجال الجراحة من قبل الحكومة عام 1803م، وكان من أهم إنجازاته الطبية اختراع سماعة الطبيب.
توفيت والدته بسبب مرض السل وهو في الخامسة من عمره، عاش مع والده هو وشقيقه، كان والده محامي وكان معروف عنه كثرة إنفاق وتبذير المال فلم يكن أهلًا للعناية بالطفلين.
عام 1793م خلال الثورة الفرنسية انتقل رينيه وشقيقه للعيش مع عمه في مدينة نانت غرب فرنسا، كان عميد كلية الطب في جامعة نانت ومن هنا بدأ اهتمامه بالطب، وعلَمه عمه طريقة العناية بالمرضى والجنود المصابين أثناء الثورة وأحب عمله كثيرًا مما جعله يفكر بدراسة الطب، بالرغم من اعتراض والده على ذلك، قضى رينيه فترة من حياته بدراسة اللغة اليونانية وكتابة الشعر إلّا أنه لم يستطع الابتعاد عن دراسة الطبّ.
التحق بكلية الطب وكان طالبًا مجتهدًا وبعد تخرجه نشر أبحاث علميّة مهمّة حول مجموعة متنوّعة من الموضوعات وكان أهما عن التهاب بطانة التجويف البطني، وكان ينتمي إلى طائفة الروم الكاثوليك، ساعده انتماءه الديني الروماني في أن يكون الطبيب الشخصي إلى جوزيف كاردينال فيش، الأخ غير الشقيق لنابليون والسفير الفرنسي لدى الفاتيكان في روما، وبقي طبيب فيش حتى عام 1814م.
وقد عُيّن رئيسًا وأستاذًا للطب في كلية فرنسا عام 1822م. وفي العام التالي أصبح عضوًا في أكاديمية الطب.
فكرة اختراع السماعة الطبية
كان يشعر رينيه بعدم الراحة في وضع أذنيه على صدور النساء أثناء الفحص للاستماع إلى دقات القلب، في يوم ما جاءت إليه امرأة شابة تشكو من مشاكل وعيوب في الصدر، فقام بتدوير بعض الأوراق على شكل أسطوانة ووضع جانبًا واحدًا منها على صدر المرأة والأخرى على أذنه فتمكن من سماع نبضات القلب بشكل أكثر وضوحًا، ومن هنا جاءته الفكرة وبدأ بتطويرها حتى تمكن من اختراع السماعة والتي من خلالها يستطيع السماع بشكل أوضح مع المحافظة على وجود مسافة بينه وبين مرضاه.
عام 1819 عقد رنيه الخطاب الأول له حول مجموعة متنوعة من الأصوات في القلب والرئة سمعت من خلال سماعة الطبيب، وعندما نشر الترجمة الإنجليزية لهذا العمل، اكتسب شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وجاء إليه أطباء من جميع أنحاء أوروبا للتعرف على الجهاز الجديد وأصبح محاضرًا ذا سمعة دولية.