جدول المحتويات
    الإعاقة

الإعاقة

يعاني الكثير من الأشخاص من وجود إعاقة لديهم، سواء كانت هذه الإعاقة جسدية أم عقلية، وتعدّ الإعاقة بمثابة تحدٍ للشخص، ويجب عليه أن يكون على قدر هذا التحدي وألا يسمح للإعاقة بأن تكون عائقاً أمام تحقيق الطموح أو العمل أو الدراسة أو في تحقيق المراتب المتقدمة، بل يجب أن تكون حافزاً للنجاح والتقدم والتطور، فالإعاقة الحقيقة ليست أن يكون لدى الإنسان عجز ما، بل الإعاقة أن يكون متكاسلاً ومتخاذلاً ولا يقوم بأي عملٍ فيه فائدة، وأن يصيبه الإحباط والمشاعر السلبية لأي سببٍ كان.

يوجد الكثير من الأسماء الكبيرة من علماء وأدباء وفنانين وموسيقيين عانوا من أعاقة لكنهم في الواقع نجحوا كثيراً في مجالات لم ينجح بها الأشخاص العاديون، ومن أهم العلماء الذين كان لديهم إعاقة لكنهم تميّزوا جداً العالمة هيلين كيلر التي كانت فاقدة لحاستيْ البصر والسمع، ورغم ذلك تفوقت وأبدعت، بالإضافة إلى بتهوفن المؤلف الموسيقي الشهير الذي كان يعاني من الصمم، وطه حسين وأبو العلاء المعري اللذان تميزا في الأدب رغم أنّهما فاقدان لحاسة البصر، وغيرهم الكثير من الشخصيات التي تحدّت وتميزت.

من المعروف أن الدول في الوقت الحاضر أصبحت تهتم اهتماماً خاصاً بالأشخاص الذين يعانون من الإعاقة، حيث سهّلت لهم الحياة وأعطتهم امتيازات خاصة لمساعدتهم في التغلب على العوائق المختلفة، كما سمحت لهم بقيادة السيارات والدراسة والعمل وغير ذلك، بالإضافة إلى فتح المدارس الخاصة والمراكز والتخصصات العلمية المتخصصة التي تعرف كيف تتعامل مع المعاقين وتخفف من الأعراض المصاحبة لهم، بالإضافة إلى زيادة توعية المجتمع والأهل في طريقة تعاملهم مع الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة.

يجب أن يكون الاهتمام بذوي الإعاقة نابعاً من الإحساس بالمسؤولية اتجاههم، لأنّ من حقّهم أن يعيشوا كباقي الأشخاص وأن تتوفر لديهم سبل الراحة التي تخفف من معاناتهم اليومية، خصوصاً أن الشخص المعاق يعاني من صعوبات كثيرة في يومه، بدءًا من حياته في بيته ومروراً بالشارع والمرافق العامة ومختلف الأماكن، لذلك يجب ألا يكون إحساسه بالنقص بأقل قدر ممكن.

في الوقت الحاضر أصبحت الدول تحرص على دمج المعاقين في مختلف الأنشطة، خصوصاً الأنشطة الرياضية والترفيهية، حيث أصبح لهم فرق رياضية وبطولات خاصة بهم، بالإضافة إلى إدراج أسمائهم في الوظائف الحكومية ومساعدتهم في أن يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع، وكلما بدأت العناية بذوي الإعاقة في وقت مبكر، كلما كان اندماجهم في الحياة أسهل وأكثر.