جدول المحتويات
العمل
يعتبر العمل من أهم الأمور التي دعانا الله إليها، وذلك لأهميته البالغة في تكوين الشخصية وبناء الأوطان، حيث إنه مصدر رزق للإنسان إذ يستغني الفرد العامل عن الناس وعن طلب حاجته منه، ولم يحدد الله للإنسان عملا معينا يمتهنه، فأي عمل ما دام حلالا ولا يغضب الله فهو عمل مشروع، ولا ننسى أن الأنبياء جميعهم عملوا في مهن مختلفة، فقد عمل سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- بالتجارة ورعي الغنم، كما عمل سيدنا نوح بالنجارة، وسيدنا إدريس بالخياطة، وقد تطور العمل في الوقت الحالي تبعا لتطور الحياة، فقد اختلفت وتعددت المجالات التي يمكن للفرد أن يعمل فيها، وسنذكر في هذا المقال أهمية وفائدة العمل.
أهمية وفائدة العمل
- يساعد العمل الشريف على الحصول على المال، الذي يمكن من تحسين مستوى معيشة الفرد، حيث يمكنه من إشباع الرغبات المادية له وللأشخاص الذين ينفق عليهم، كما يمكنه من أن يوفر لنفسه المكان المناسب للعيش، وبالتالي يغني الإنسان عن سؤال الناس والذل والهوان أمامهم، كما يقي الإنسان من الدين الذي يسبب الذل والهم لصاحبه، كما يمكنه من توفير مستوى تعليم جيد لأبنائه.
- يكون للشخص من خلال عمله كيان مستقل وشخصية مرنة، حيث يكون الإنسان قويا معتمدا على نفسه، الأمر الذي ينعكس على مجتمعه فينشأ مجتمع قوي بأبنائه.
- يساهم العمل على المشاركة والتعاون، حيث إن معظم الأعمال تحتاج إلى أكثر من شخص لإنجازها، وبالتالي يتعلم الفرد طريقة كيف يحترم شركاءه في العمل ويكون على قدر المسؤولية لينجح الجميع في إنجاز العمل.
- يهذب العمل الإنسان حيث يتعلم طريقة كيف يتعامل مع الأشخاص الذين تربطه بهم علاقات عمل، كما يتحسن مستوى لباقة الإنسان وتحدثه، إذ إن الكثير من الأعمال تعتمد على اللباقة واستخدام عبارات وكلمات وعبارات جميلة ومهذبة لتجذب العملاء.
- يعتبر العمل عبادة حيث يحصل فيه الإنسان على الأجر والثواب إذا نوى في ذلك رضا الله، فكل الأعمال يمكن أن ينوي فيها المسلم رضا الله تعالى وكسب الحسنات، كما يمكنه أن يبتغي مساعدة الأشخاص الذين يبحثون عن عمل، وبذلك يساعدهم على تحسين معيشتهم.
- يبني العمل الحضارات والأمم، حيث يساعد عمل الأفراد على ازدهار الأوطان ورفعة شأنها بين الدول، كما يساعد عمل الأفراد على تحسين الدخل القومي للدول، وبالتالي يزيد من نفوذها الاقتصادي ويعزز مكانتها السياسية، لأن الدول القوية اقتصاديا قوية سياسيا وهي لا تعتمد على مصدر خارجي في دخلها، أما الدول الفقيرة فهي مجبرة على الدين وبالتالي الرضوخ للشروط التي تمليها على الدول الأقوى.