علم النفس
يعرّف علم النفس بأنه الدراسة العلمية للعقل والسلوك، كما يتم دراسة الاضطرابات النفسية للأفراد والتي بدورها تؤثر على الوظائف الدماغية، إذ يهتم علم النفس بالجوانب الاجتماعية والفكرية والعاطفية والوجدانية والبيولوجية والسلوكية للأداء البشري طوال حياة الفرد، في مختلف الثقافات والمستويات الاجتماعية والاقتصادية، ولعلم النفس مجالات متعددة مثل: علم النفس السريري والشرعي والاجتماعي والمعرفي والتنموي، حيث يتميّز علم النفس في تركيزه على مفهوم وتعريف ومعنى النمو الذي يعدُّه مدخلًا مهمًّا لفهم السيرة الذاتية النفسية للإنسان.
مفهوم وتعريف ومعنى النمو في علم النفس
إن مفهوم وتعريف ومعنى النمو تابع لمدرسة علم النفس التنموي؛ وهو نهج يدرس الجوانب العاطفية والاجتماعية والتغيّرات البيولوجية خلال مراحل عمر الفرد، أي من الطفولة إلى الشيخوخة، حيث تركز نسبة كبيرة من النظريات في هذا التخصص على النمو أثناء الطفولة، فتكمن أهمية وفائدة هذه الفترة في تكوين الشخصية خلال العشر سنوات الأولى من حياة الطفل، كما يدرس علم النفس التنموي مجموعة واسعة من المجالات النظرية مثل: العمليات البيولوجية والاجتماعية والعاطفية والعمليات المعرفية التي تؤثر في تكوين الشخصية المنفردة للإنسان، كما يتم ملاحظة عوامل التغيّر من مرحلة إلى المرحلة.
يتم تصنيف الصفات أو السلوكيات الفردية الشاذة والصفات المشتركة بين البشرية؛ لمعرفة ما هى اسباب هذه الطفرات النفسية المختلفة عن معظم البشر، كما يتم دراسة السلوك الثقافي كعامل مستقلّ في التأثير ونتائج على الطبائع الشخصية للفرد، وذلك بالتشارك مع المختصين في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، حيث يتم الاشتراك في دراسة الجماعة التي تؤثر على مراحل حياة الفرد، ودراسة الفرد الذي يكتسب ويتأثر من الجماعة، كما يرى علم النفس التنموي أن التطور؛ هو سلسلة من التغييرات المفاجئة التي تنتج سلوكًا مختلفًا في فترات عمرية محددة مختلفة تسمى المراحل، كما توفر التغيرات البيولوجية إمكانية حدوث هذه التغييرات السلوكية.
تاريخ سيكولوجيا النمو
لم يكن علم النفس التنموي موجودًا كعلم إلا بعد الثورة الصناعية، عندما بدأت الحاجة إلى قوى عاملة متعلّمة تستطيع إعادة البناء الاجتماعيّ، ولهذا السبب بدأ المختصّون في دراسة مرحلة الطفولة كمرحلة فيصليّة في حياة الشخص، حيث كان علماء النفس التنموي في البداية مهتمين بدراسة عقل الطفل؛ حتى يكون التعليم والتعلم أكثر فعالية، وعدّوا التغييرات التنموية خلال سن الرشد مجالًا أكثر رَحابةً للدراسة، وهذا يرجع أساسًا إلى التقدم في العلوم الطبية، وتمكين الناس من العيش في سن الشيخوخة، كما يرجع الفضل إلى تشارلز داروين في إجراء أول دراسة منهجية حول ارتباط مفهوم وتعريف ومعنى النمو بعلم النفس، وذلك في عام 1877 عندما نشر ورقة بحثية أجراها علىى ابنه الرضيع مستندًا فيها على الملاحظات العلمية.