مدينة وجدة
تضمّ مملكة المغرب العديد من المدن السياحية والأثرية العريقة، وتعتبر مدينة وجدة واحدة من أهمّها، والتي تقع تحديداً إلى الشمال من المغرب على الحدود الجزائرية، بحيث تقع على بعد حوالي أربعة عشر كيلو متراً عن حدود دولة الجزائر، لذلك تعتبر مدينة حدودية، أمّا حدودها مع البحر الأبيض المتوسط فهي تبعد عن ساحله حوالي ستين كيلو متر، أمّا بالنسبة لسكانها فقد كانت لفترات طويلة مكاناً لاستقرار ومكوث القبائل الأمازيغية، ومع بداية الفتوحات الإسلامية بدأت القبائل العربية بالتوافد إليهاوالاستقرار في أحيائها، ومن أشهر هذه الأحياء حي أولاد الكاضي، وحي أولاد عيسى، وحي أولاد عمرات، إضافةً إلى حي اليهود، وآخر إحصائيات لتعدادها السكاني وصل إلى 2006 488.042 نسمة.
تاريخها
قام الزعيم المغزاوي زيري بن عطية بتأسيس مدينة وجد في شهر رجب من العام 384 للهجرة / 994 للميلاد، بحسب الكثير من الروايات والكتب التاريخية، ففي الوقت الذي كان فيه على صراع كبير ومفتوح مع المنصور بن أبي عامر في الأندلس والفاطميين وكذلك أنصارهم الصنهاجيين استطاع أن يؤسّس مملكة المغرب ومنها ضمنها مدينة وجد، وكان بناؤها بهدف حماية نفسه من كل الأخطار التي كانت تحيط به وتحديداً من الجهة الشرقية بالقرب من عاصمته فاس، ومن أجل تحصينها قام ببناء سور حولها إضافةً إلى وضع الأبواب العالية والتي كان يتحكّم أيضاً بفتحها وإغلاقها، وهذا ساعد فيما بعد على حمايتها أيضاً من الاستعمار الفرنسي؛ لأنّها كانت عبارة عن وجهة أساسية للمقاومين والثوار ومنهم الجزائريين، لا سيّما في عهد الأمير الجزائري عبد القادر، وبعد ذلك أدركت فرنسا أنَّ هذه المدينة تشكل المفتاح الأساسي لاحتلال المغرب من خلالها، ثمّ السيطرة على شمال إفريقيا من خلال القضاء على روح المقاومة الجزائرية، ممّا جعلها تدخل في حرب أو معركة أطلق عليها اسم إسلي في العام 1844م، وكانت نتيجتها لصالح فرنسا التي أجبرت المغرب على وضع اتفاقية حدودية مع الجزائر، بحيث تمتدّ من قلعة عجردو أو السعيدية حالياً وحتى ثنية الساسي.
معالمها
تضمّ مدينة وجدة العديد من المواقع والمعالم المميّزة ومنها:
- باب الغربي وهو عبارة عن باب أثري مواجه لساحة تسمى سميت أو سرت، على اسم مدينة ليبية.
- دار السبتي والتي اتّخذت مقراً لمؤسسة تهتمّ بالبحوث وتحديداً الغرناطية.
- باب سيدي عبد الوهاب والذي يطلّ على ساحة عبد الوهاب.
- حديقة الأميرة الجليلة، وسوق الفلاح الذي يتم فيه بيع معظم اللوازم المختلفة.