مدينة الخليل
الخليل هي إحدى المدن الفلسطينيّة الواقعة في الضفةِ الغربيّة لنهر الأردن، تقع إلى الجنوب من القدس العاصمة وتبعد عنها حوالي خمسٍ وثلاثين كيلومتراً. الخليل من أكبر مدن الضفة الغربية من حيث المساحة والتعداد السكاني، أسست على أيدي الكنعانيين في العصر البرونزي المبكّر، وتمتاز اليوم بأهميتها الاقتصاديّة لاعتبارها من أكبر المراكز الاقتصاديّة على مستوى الضفة الغربيّة.
أهمّ معالم الخليل
تعتبر الخليل ذات أهميّةٍ دينيّة للديانات الإبراهيميّة الثلاث، يتوسط المدينة الحرم الإبراهيمي الشريف الذي يضمّ مقامات أنبياء الله إبراهيم وإسحق ويعقوب وزوجاتهم. تقسم المدينة إلى قسمين هما البلدتان القديمة والحديثة، تقع البلدة القديمة إلى جوار الحرم؛ وهو عبارة عن عددٍ من الأزقة والبيوت والأبنية التاريخيّة والدكاكين والأسواق القديمة، وتوجد بها عددٌ من المتاحف كمتحف الخليل، إضافةً إلى العديد من الحدائق والمنتزهات العامّة وأهمها منتزه الكرمل.
بيّنت الدراسات الأثريّة التي أجريت على المدينة وقضائها بأنّ الكنعانيّين هم أوّل من استوطن تلك المنطقة؛ حيث أقاموا قراهم ومدنهم، ومن بينها الخليل القديمة، وما تزال هناك بعض الأثريّات القديمة التي تدلّ على عراقة المكان، إضافةً للآثار الكنعانيّة فإنّ المدينة تحتوي على آثارٍ بيزنطيّة ورومانيّة وأمويّة ومملوكيّة وصليبيّة وعثمانيّة. أدّت أبحاث مورفولوجيا البلدة القديمة في المدينة من حيث التخطيط للمدينة وحاراتها إضافةً إلى هيئة العمران إلى تقسيمها لعددٍ من الحارات، هي:
- حارة السواكنة.
- حارة القزّازين.
- حارة بني دار.
- حارة القلعة.
- حارة المحتسبيّة.
- حارة الحوشيّة.
- حارة العقابة.
- حارة الأكراد.
- حارة مدرسة المعارف.
- حارة اليهود.
- حارة قيطون.
- حارة المشارقة.
- حارة الشيخ.
إضافةً لهذا فإنّ المدينة تحتوي على العديد من المعالم التاريخيّة المهمة، ومنها:
- الحرم الإبراهيمي الشريف.
- بركة السلطان.
- متحف الخليل.
- كنيسة المسكوبيّة.
- رامة الخليل.
- الشجرة المقدسيّة.
- التكيّة الإبراهيميّة.
- مسجد ابن عثمان.
نبذة تاريخيّة عن الخليل
الخليل من المدن القليلة التي حافظت على استمرار الاستقرار البشري فيها منذ أقدم العصور، إضافةً لاعتبارها إحدى المدن المقدسة للديانات الثلاث، وقد اشتهرت بأنّها مدينة الآباء؛ حيث إنّ البعض يعتقد بأنّ النبي إبراهيم هو أب الأديان التوحيديّة، وقد عاش في المدينة عام ألفٍ وثمانمئةٍ قبل الميلاد ودفن بها.
عثر في المدينة على آثارٍ تعود إلى العصر البرونزي المبكّر – أي في النصف الثانية من الألفيّة الثالثة قبل الميلاد – حيث كانت الخليل أساساً من المدن الكنعانيّةِ المترفة، ووقعت المدينة بعدها تحت سيطرة العديد من القوى كالأشوريين والبابليين والفرس والإغريق، ومن ثمّ الرومان، تحولت بعدها لقبضة البيزنطيين، وأعاد الفرس احتلالها مجدداً لعددٍ من السنوات إلى أن استطاع البيزنطيّون استعادتها ونزعها من أيديهم وإجلاء الفرس منها.
في القرن السابع للميلاد انتقلت المدينة لسيطرة المسلمين، وقعت بعدها في أيدي الصليبيين بعد أن ضمّوها لممالكهم، وبقيت في أيديهم حتى تمّت هزيمتهم في مَعركة حطين أمام جيش صلاح الدين الأيوبي؛ حيث تمّ نقل منبر عسقلان العاجي إليها بعد هذا الانتصار، أمّا في العصر المملوكي والعثماني فقد شهدت المدينة تطوّراً، واشتهرت بصناعة الزجاج الملوّن والقناديل في العهد العثماني، وبلغت شهرتها في تلك الفترة إلى درجة اشتراكها في المعرض العالمي التي أقيم في تلك الأثناء في فينا سنة ألفٍ وثمانمئةٍ وثلاثٍ وسبعين للميلاد، وتابعت المدينة ازدهارها في فترة الانتداب البريطاني، وتمّ تأسيس بلديّة الخليل في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعٍ وعشرين.
وقع نصف قضاء المدينة ضمن الحدود الإسرائيليّة إبان حرب عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانيةٍ وأربعين، ليفقد القضاء معظم القرى والبلدات والأراضي الخصبة الواقعة إلى غرب المدينة، حيث تمّ بعدها إخضاع ما تبقى من المدينة والقضاء للإدارة الأردنيّة عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسين.
في حرب حزيران عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعٍ وستين، وقعت باقي المدينة والقضاء في أيدي الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث قام هذا الاحتلال بمصادرة مساحاتٍ كبيرة من المدينة لزرع المستوطنين اليهود فيها، وعلى وجه الخصوص تلك المناطق الواقعة في البلدة القديمة من المدينة.