إنّ الصيت الغالب على مادّة الزئبق الأحمر بأنّها مادّة غير موجودة، أو بمعنى أدقّ إنّها مادّة خرافيّة، أخذ صيت الزئبق الأحمر بالانتشار في العالم في الثمانينات من القرن العشرين، ونجد حتّى أيّامنا هذه، ما زال البعض يعتقدون بوجوده أو يؤكّدون على وجوده، مع العلم أنّه لم يستطع أحد تحديد ماهيّة الزئبق الأحمر أو حتى من ماذا يتألف أو حتّى تركيبته.
لقد بدأت رحلة انتشار اسم مادة الزئبق الأحمر على أنّها المادة التي تدخل في صناعة بعض الأسلحة، التي تختلف فيما بينها، وخاصّة في صناعة (الأسلحة النوويّة)، ونجد أيضاً حكاية تقول بأنّ لمفعول الزئبق الأحمر حينما يدخل في صناعة (القنابل الاندماجيّة) لتفجيره يحدث الأثر العظيم، حيث يكون ذو ضغط شديد، وهذا من شأنه أن يؤدّي لبداية التفاعلات النوويّة الاندماجيّة بدون حاجة مطلقاً للوقود الانشطاري، حيث يتمّ تفجيره بشكل نووي.
لقد تسرّبت معلومات بأنّه منذ سنوات قد تمّ ضبط كمية من الزئبق الأحمر كان بحوذة مجموعة من الإرهابيين، وأيضاً تسرّبت أخبار بأنّ هذه المادة لم تكن إلاّ مساحيق أو أصباغ ذات لون أحمر، وليست لها أيّ قيمة تذكر، وقد ذُكر أيضاً بأنّه قد تمّ بيع بعض من تلك المساحيق والأصباغ من قِبل الأجهزة الأمنيّة، وكان عملها هذا متعمّداً، وذلك للإيقاع بمن يقومون بتهريب المواد والمعدّات التي لها خاصيّة نوويّة، وذكرت بعض المصادر إلى أنّه كان وراء هذه الأخبار الكاذبة وكالات مخابرات وحكومات كبيرة كـ (الاتحاد السوفيتي)، وأيضاً (الولايات المتّحدة الأمريكيّة).
لقد تحدّثت بعض المصادر على أنّ استعمال الزئبق الأحمر له خاصيّة الدخول في تخصيب اليورانيوم، حيث يسهّل من إمكانها بصورة كبيرة، إذ يوفّر ذلك على المخصّبين استعمال الأجهزة الخاصّة بما يعرف في عملية التخصيب لـ(الطرد المركزي)، حيث يمكن تعقّب هذه الأجهزة دولياً، من خلال الأجهزة الخاصّة بالكشف عن الأسلحة النوويّة.
إنّ غالب الظنّ الذي يعتقده البعض بأنّه اسم (الزئبق الأحمر) ليس إلّا اسماً مشفّراً غير حقيقي لـ(اليورانيوم)، وأيضاً ممكن أن يكون اسماً لكلّ من (البلوتونيوم) و(الليثيوبم 6)، حيث أشير إلى أنّ هذه المواد لها علاقة وثيقة بمادة الزّئبق، وأيضاً هي ذات لون مائل إلى الحمرة، ويعود ذلك لوجود بقايا مختلطة في هذه المواد من الزئبق، وقد أشار الصحيفة الروسية المشهورة (برافدا) في تقرير لها أعدّته عام 1993 م، إلى أنّ الزئبق الأحمر يستخدم كمادة طلائيّة الهدف منها التمكن من الاختفاء من الرادار، وأيضاً أشارت إلى أنّه يدخل في صناعة معظم الرؤوس الحربيّة.
ما زال الغموض يلفّ مادة الزئبق الأحمر، في تصديق وجوده أو نكرانه، ونبقى بين اعتباره مادة صبغية أو مادة نووية أو كود وشيفرة لعناصر متفجرة، أو حتّى كما يقولون بأنّها مادة تستخدم للتحنيط، ومادة تستخدم لاستحضار الجنّ، ومادة تكشف عن وجود الذهب، تبقى هذه المادة ربّما وهميّة أو حقيقيّة ولكنها سريّة قيد الكتمان.