إنّها أم المؤمنين، وأول المصدقين، وخير المدافعين عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهي زوجه التي كانت تدعم وتدافع عنه، هي التي أسمى النبي عام موتها بعام الحزن، هي التي تزوجت النبي رغم فقره وأسكنته بيتها رغم أنّه لا بيت له ليسكنه، وصرفت من حر مالها ليتفرغ هو لأمور الدعوة وهداية الناس، كانت المؤازرة للنبي في محنته وفي محاربة الكفار له، إنّها السيدة خديجة بنت خويلد.
ونسبها يعد أقرب نسب للنبي -صلى الله عليه وسلم- من كل زوجاته، فهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
نلاحظ تشارك خديجة مع زوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قصي بن كلاب .
ولدت عام 556م في مكة، كانت تعمل بالتجارة من خلال استئجار الرجال للقيام بالتجارة عنها والسفر لإحضار القوافل من اليمن وبلاد الشام، وممّا كان قد شيع واشتهر عن النبي -محمد صلى الله عليه- وسلم أنّه الصادق الأمين، عرضت عليه أن يعمل لها بتجارتها عن طريق عبد لها يدعى بميسرة، فذهب الرسول بتجارتها للشام وعاد ومعه أرباح أكبر من أرباحها المعتادة عليها، فحكى عبدها ميسرة لخديجة عن أخلاق وأدب وكرم محمد الذي كان قد رافقه طول الرحلة، فحكت لصديقتها عنه فأقبلت صديقتها على النبي تخبره عن خديجة بالكلام الطيب الحسن ففهم رغبتها في الزواج منه، فتقدم لخطبتها ومعه عمّاه أبى طالب وحمزة، وكان عمرها حينها 40 عام وعمر النبي 25 عام.
لقد ذكرت في أول حديثي أنّها كانت أول المصدقين بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وحدث هذا بعد مرور 15 سنة من الزواج المستقر وبلوغ محمد الأربعين عام، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- من غار حراء الذي اعتاد أن يختلي فيه ليتأمل، ولكن ليس على عادته لقد جاء مرعوبًا خائفًا يقول زمليني، زمليني، فزملته حتّى هدأ من روعه فقالت له: ما خطبك يا محمد، فقال لها ما حدث معه في الغار من نزول جبريل عليه السلام، وتحديثه بالقراءة، ونزول أول آية من القرآن، فطمأنته وقالت له: "والله لا يخزيك الله أبدًا، إنّك تصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
وذهبت لتسأل ابن عم لها كان نصرانيًا يدعى ورقة بن نوفل فأخبرها بأن محمد هو النبي المذكور في الإنجيل، وهو النبي المنتظر لآخر الزمان وأن تحذر عليه من اليهود؛ لأنّهم سيحاولون قتله والتخلص منه.
أنجبت للرسول كل أولاده وبناته ماعدا إبراهيم فكانت ماريا القبطية هي أمّه.
أحبّها الرسول كثيرًا وكان لها مكانة عالية عنده حتّى بعد موتها ظل يذكرها ويحسن ذكراها.
رحمها الله هي وكل أمهات المؤمنين.