زوجة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي الحبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم، أمها أخت الصحابي رفاعة بن سموأل من بني قريظة وهي برة بنت سموأل، تزوجت قبل إسلامها من سلامه بن مكشوخ القرظي، وقيل سلام بن مشكم، وكان من كبار قومه، ثم تزوجها كنانة بن أبي الحقيق وقتل يوم خيبر، أمّا عن طريقة معرفة الرسول بها، فهو بعد غزوة خيبر، حين أسرت صفية (رضي الله عنها)، وخيرها الرسول بين الإسلام واليهودية وقال لها (صلى الله عليه وسلم) " اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتكِ لنفسي (أي تزوجتك)، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك "، فقالت: "يا رسول الله، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني، حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي".
وكان مهرها هو عتقها وتزوجها (صلى الله عليه وسلم)، وهذه القصة من صحيح البخاري.
وقد أسلمت طواعية لأنّ الله عز وجل يقول في كتابه "لا إكراه في الدين"، وقد تزوجها عليه السلام وعمرها سبع عشرة سنة، وبعد زواجها وجد رسول الله أثر لطمة على خدها فسألها: "ما هذه؟" فقالت "إني رأيت كأن القمر أقبل من يثرب، فسقط في مجري، فقصصت المنام على ابن عمي أبن أبي حقيق فلطمني"، وقال: أتتمنين أن يتزوجك ملك يثرب.
أما عن الحديث عن فضلها فكانت شديدة الحب للرسول (صلى الله عليه وسلم)، حتى عند مرضه قبل وفاته قال زيد بن أسلم: اجتمع نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) في مرضه الذي توفي فيه ، فقالت صفية بنت حيي: "إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي ". فغمزن أزواجه بأبصارهن، فقال عليه السلام: "مضمضن "، فقلن من أي شيء؟ "فقال: "من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة"، وهو حديث حسن.
فهذا دليل على صدقها بمحبة الرسول وحبها للدين الإسلامي، وتوفيت على الإسلام عام 50هـ، ودفنت بالبقيع، وأوصت بألف دينار من مالها لعائشة بنت أبي بكر.
والعديد من الحاقدين على الإسلام يقولون أنّ الرسول كان يغزو ويقتل الرجال يتزوج نساءهم، ولكن هذا منفي عن الرسول وبشدة فقد تزوح صفية برضاها وبعد إسلامها، وكان ذلك لحكمة كبيرة من تعزيز القرب من اليهود لعله يخفف من الحقد والكراهية التي يبطنها اليهود، وقال العديد من المؤرخين والعلماء: أن هدف الرسول من زواجه منها هو مصاهرة اليهود لعله يخفف من العداء بينهم وأيضاً إكرامها ورفع مكانتها، وتعويضها خيراً عم ما قاسته بين قومها وأهلها.
فرضي الله عن هذه الصحابية الجليلة.