من أعظم نساء العالمين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كن كالنجوم في السماء، وكالسحاب في العلياء، وقد أطلق عليهن رب العزة اسم أمهات المؤمنين تكريماً لشأنهم وتعظيما، وقد كان لكل واحدة منهن قصّة وحكاية تنبؤ عن حالهن، وقد كن رضوان الله عليهن اثنتا عشر زوجة أو إحدى عشر زوجة على اختلاف بين العلماء، وإن أول تلك النجوم السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي ظل ذكراها خالدة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ووجدانه، وحين جادلته السيدة عائشة رضي الله عنها فيها بقولها قد ابدلك الله خير منها، فقال بلسان المحب والله ما أبدلني الله خير منها، لقد صدّقتني حين كذبني الناس، وآستأمنتي على نفسها ومالها، فقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها مثالاً للمرأة الصالحة التي يأوي إليها زوجها في الشدائد لتضمّه بين صدرها ضمّة الأم الرؤوم والأخت الحنون، ولم يتزوج النبي عليه الصلاة والسلام عليها أحداً حتى توفيت .
ومن زوجات النبي الكريم الذين تميزن باستحواذهم على قلب النبي السيدة عائشة رضي الله عنها، فقد اراه الله إياها قبل أن يخطبها ووعده بها، وقد خطبها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام من ابيها أبو بكر الصديق، وقد سأل النبي يوما عن أحب الناس إليه فقال السيدة عائشة، فقيل ومن الرجال، قال : أبوها، وقد لاحظ النبي ميله القلبي اتجاه السيدة عائشة رضي الله عنها بين زوجاته، فدعا الله تعالى بأن لا يؤاخذه على ذلك، بقوله اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تآخذني فيما تملك ولا أملك، وقد كان النبي الكريم في آخر حياته ومرضه في بيتها، وقد وافته المنيه وقبض إلى الرفيق الأعلى وهو بين سحرها ونحرها رضوان الله عليها.
ومن زوجاته كذلك أم حبيبة بنت أبي سفيان التي لم تجامل يوماً أبوها حين قدم إلى المدينة للقاء النبي عليه الصلاة والسلام فقدم إلى بيت ابنته فأزاحت فراش النبي عليه الصلاة والسلام وقالت هذا فراش النبي الطّاهر وأنت مشرك نجس .
ومن زوجاته كذلك حفصة بنت عمر بن الخطاب ، وسودة بنت زمعة، وزينب بنت خزيمة التي تسمى بأم المساكين، وزينب بنت جحش، وميمونة بنت الحارث، وصفية بنت حي بن اخطب، وجويرية بنت الحارث، وأم سلمة، وأخيرا مارية القبطية التي أهداها ملك مصر المقوقس لرسول الله عليه الصلاة والسلام فأنجب له ابنا سماه إبراهيم .