فاطمة الزهراء
فاطمة الزهراء هي فاطمة بنت محمد بن عبدالله، أمها خديجة بنت خويلد، ولدت في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية، وبعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنوات حسب الرواية الشيعية، وقيل أنّها ولدت قبل خمسة أعوام من البعثة في مكة المكرمة، زوجة علي بن أبي طالب وأم الحسن والحسين.
تميزت فاطمة الزهراء عن باقي النساء بالبلاغة والفصاحة والحكمة، ونشأت فاطمة الزهراء وهي ترى اضطهاد قريشٍ لأبيها محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت دائماً تعينه وتؤازره، وكانت تتولى أمر تنظيف القاذورات التي كان يلقيها أبي لهبٍ وزوجته أمام بيت الرسول صلى الله عليه وسلم.
حاصر المشركون المسلمين في بداية الدعوة لثلاثة أعوام منع خلالها وصول المؤونة للمسلمين، بسبب منع المشركين وصول أي طعامٍ للمسلمين حتى باتوا يأكلون الأوراق والجلود من شدة الجوع، الأمر الذي أثر سلباً على صحة فاطمة الزهراء، ولكنه زاد من إصرارها وتمسكها بالدين، ولم يكد ينتهي هذا الحصار حتى فوجئت بخبر وفاة والدتها خديجة بنت خويلد الأمر الذي زاد من آلامها وحزنها، حيث ازدادت مسؤولياتها نحو والدها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، والذي كان يمر بفترةٍ صعبة خاصةً بعد وفاة عمه وزوجته في السنة ذاتها، فقامت بمضاعفة جهدها للوقوف إلى جانب والدها، حتى لقبت بأم أبيها.
لقبت فاطمة بالبتول، وقد تعددت الأقوال حول السبب في هذا اللقب، منها انقطاعها عن النساء وترك النكاح للتفرغ للعبادة، وقيل بأنّها لقبت بالبتول لانقطاعها عن الأزواج غير علي، أو لانقطاعها عن نظرائها في الشرف والحسن، لقبت أيضاً بالعديد من الألقاب ومنها الصديقة والمباركة والزكية والمرضية والمحدثة والحانية وأم الأئمة والطاهرة والمنصورة والصادقة والريحانة والبضعة.
هاجرت فاطمة إلى المدينة المنورة وكانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً، كانت برفقتها أختها أم كلثوم وسودة بن زمعة أم المؤمنين، وعائشة أم المؤمنين، وكانت في السنة الأولى للهجرة، تزوجت من علي بن أبي طالب بعد معركة أحد، وأنجبت منه الحسن والحسين وأم كلثومٍ وزينب.
وفاة فاطمة
ترجح الروايات بأنّ فاطمة قد توفيت بعد وفاة أبيها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بخمسةٍ وتسعين يوماً، ودفنت في البقيع حيث اختلف على المكان الذي دفنت به في البقيع، فقد قيل بأن قبرها عند المسجد الذي يصلون إليه في الجنائز في البقيع، وقال آخرون بأن قبرها في زازية دار عقيل في البقيع.