فاطمة الزهراء
فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمداً -صلى الله عليه وسلّم-، ولدت -رضي الله عنها- قبل البعثة بخمس سنواتٍ، من الزوجة الأولى لرسولنا الكريم خديجة بنت خويلد-رضي الله عنها و أرضاها-صاحبةُ الجاه والمال والحكمة ورجاحة العقل قبل الإسلام. تربّت الزهراء داخل هذا البيت الكريم الذي تشهد له قريش بالصدق والأمانة قبل نزول الرسالة على محمد وتربّت -رضي الله عنها -على فضائل الأخلاق فبرزت حكمتها ورزانة عقلها من الأيام الأولى لطفولتها.
عاشت -رضي الله عنها- (صعوبة الحياة) مع رسولنا الكريم بعد دعوته إلى الوحدانية ونكرانه لعبادة الأصنام؛ حيث بدأ صلى الله عليه وسلّم بدعوة قومه إلى عبادة الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له، دعاهم وهو ناصح لهم لا طامعاً في ملكٍ ولا مالٍ. من بداية هذه الدعوة بدأت مرحلة جديدة في حياة محمد الكريم وأهله، فتعرّض للتكذيب، والتجريح كما تعرض للأذى الجسدي وتحمّل كل هذا الأذى النفسيّ والجسديّ في سبيل نشر الدين الإسلامي الذي غيّر التاريخ على مستوى الجزيرة العربية والعالم أجمع.
عاشت فاطمة الزهراء-رضي الله عنها وأرضاها- أول أيام طفولتها خلال مرحلة القسوة التي كان يعامل بها أهل قريش المسلمين، وكانت أصعب الأوقات التي عاشتها رضي الله عنها وقت أن حاصرت قريش النبي وجماعته في إحدى شعاب مكة هذا الحصار الذي استمر لمدة ثلاث سنوات فجاعت رضي الله عنها كما جاع باقي أبناء المسلمين إلا أنّ ذلك لم يزدها إلّا إيماناً.
لمّا بلغت الزهراء مبلغ النساء رغب الكثير من الصحابة الكرام بالتقرّب من الرسول الكريم بطلب الزواج من ابنته فاطمة لحبّه - صلى الله عليه وسلم- لها وفرحه عند رؤيتها، إلا أنّ الرسول الكريم ردهم رداً كريماً، وكأنه صلى الله عليه وسلم كان يضمر أمراً بعقله. فتقّدم علي بن أبي طالب-كرّم الله وجهه- لخطبة الزهراء فوافق صلى الله عليه وسلم على طلبه ومن شدة فرح علي -رضي الله عنه- خرّ ساجداً شكراً وحمداً لله، فقال له رسولنا الكريم ( بارك الله لكما وعليكما ).
عند وفاة سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) حزنت رضي الله عنها حزناً شديداً، ولشدة حزنها لم تطل أيّامها؛ إذ قبض الله روحها الطاهرة بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بستة أشهر حسب بعض الروايات.
وفاة الزهراء رضي الله عنها
روي حديث عن عائشة رضي الله عنها بما معناه: أنّ فاطمة حضرت اللحظات الأخيرة لوفاة النبي(صلى الله عليه وسلم) فاقتربت منه وأخبرها بشيء أبكاها ثمّ اقتربت من النبي وقال لها شيء فضحكت، فسألتها عائشة عمّا أبكاها أولاً وأضحكها ثانياً، فقالت -رضي الله عنها- بأنه في المرة الأولى قال لها -صلى الله عليه وسلم- بأنه سيقبض فبكيت، والثانية قال لها بأنها أول من سيلحقه من أهل بيته فضحكت.
اختلفت الروايات في وفاتها، ولكن أجمع أهل السنة على أنّ الزهراء -رضي الله عنها- قد مرضت من شدّة حزنها على وفاة النبي الكريم فأصابها مرض ألزمها الفراش حتى توفيت رحمها الله.