فاطمة الزهراء
فاطمة الزهراء هي احدى بنات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأمّها خديجة بنت خويلد زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم الأولى وأحب زوجاته إلى قلبه، وقد ولدت فاطمة الزهراء قبل البعثة بقليل ويقال في السنة الخامسة قبل البعثة عندما حلّ الرسول صلى الله عليه وسلم مشكلة قبائل قريش في من يحمل الحجر الأسود ويضعه في مكانه أثناء بناء الكعبة، ولكن هناك أحاديث مختلفة وحقائق حول موعد ولادتها الدقيق وهو ليس من الأمور المهمّة التي قد يركز عليها البعض وينسى صفاتها وحياتها.
حياة فاطمة الزهراء
قد كانت فاطمة الزهراء أشدّ شبهاً بأبيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقد وقفت إلى جنبه وأعانته في دعوته وعانت معه ما كان يعاني، بل كانت أشدّ قوة من بقية أخواتها، وقد كان الرسول يحبها كثيراً "عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَمَّتِي عَلَى عَائِشَةَ فَسُئِلَتْ: أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: فَاطِمَةُ، فَقِيلَ: مِنْ الرِّجَالِ؟ قَالَتْ: زَوْجُهَا، إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا قَوَّامًا" (أخرجه الترمذي في سننه)، فقد كانت ممن ينظفونه صلى الله عليه وسلم من القاذورات التي كان أبو جهل وزوجته يرميها عليه، كما أنّها ممن عانوا من حصار قريش للمسلمين وقطع الاتصالات والمؤن عليهم وصبرت وازدادت قوة، وبعد وفاة والدتها خديجة رضي الله عنها وقفت إلى جانب أبيها وتحملت معه المزيد من السؤوليات والواجبات وعانته على تأدية رسالة الدعوة، وقد قيل أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن ليخرج إلى الغزوات حتى تكون فاطمة هي آخر من يراه وعند عودته يسارع اليها بعد تأدية ركعتين لله تعالى.
تصنّف فاطمة الزهراء من النساء اللواتي كمُلن على وجه الأرض "فعن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ" (أخرجه الترمذي في سننه).
كانت فاطمة الزهراء تتمتّع بحسن الخلق والوفاء والتواضع وحبّها للناس ممّا جعلها محبوبة لدى المؤمنين والمؤمنات، وكانت حافظة للقرآن الكريم مطبّقة لأحكامه، وقد زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصحابيّ الجليل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فهي تستحق رجلاً مثله وهذا من فضل الله تعالى عليها، فكانت له حسنة المعشر لا تطلب منه إلا القليل وترضى به، قنوعة تشكر ربها في كلّ أحوالها وكانت تسعى لإسعاده وإرضائه وتخفيف ضغوطات الحياة عليه على الرغم من الحياة القاسية والشديدة التي كانت تعيشها، وقد رزقها الله تعالى منه الحسن، والحسين والمحسن، وأم كلثوم، وزينب.
لقد توفيت فاطمة الزهراء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا ما فرّحها به عند لحظات وفاته وهناك اختلاف حول تاريخ الوفاة كما أنّ مكان قبرها مجهول في مقبرة البقيع؛ لأنّها حسب وصيتها دفنت ليلاً، كما أنّها أوصت بأن تحمل في نعش حتى لا يصف جسمها ولا يظهر منه شيء.