النفط
يعتبر النفط أساساً للحياة العصرية التقنية الأقرب إلى المثالية التي يعيشها العالم بأسره، حيث يشكل هذا العنصر دينامو الحياة البشرية باعتباره مصدراً رئسياً للطاقة، ويعتمد عليه الإنسان كأداة حتمية وشبه وحيدة إلى جانب العقل البشري للمضي قدماً وباستمرار نحو التطور التكنولوجي والعلمي، وهذا ما يفسر إطلاق البعض عليه اسم الذهب الأسود، ونظراً لأهمية وفائدة النفط في حياتنا اخترنا أن نتحدث عن مصادره وطريقة تكوينه في هذا المقال.
يعرف النفط على أنه السائل الكثيف، ذو اللون الأسود الذي يميل إلى الاخضرار، يتواجد هذا السائل في بطن الأرض وتحديداً في الطبقة العُليا من القشرة الأرضية، وهو سائلٌ قابل للاشتعال.
مُكونات النفط
إن هذا السائل الكثيف المُعقد في تركيبه، له مُكوناتٌ عديدة، فهو يحتوي على خليط من الهيدروكربونات والتي تتكون من مركبات عضوية تحتوي على الهيدروجين والكربون، وتحتوي أيضاً على أجزاء غير كربونية مثل الكبريت والاكسجين والنيتروجين، وهو يُعتبر المادة الخام للعديد من الكيماويات، كالأسمدة واللدائن، والمبيدات الحشرية والمواد البلاستيكية، والأنابيب، والأقمشة، والجلود الاصطناعية، والأدوية والحرير الاصطناعي، وغيرها العديد من المواد.
تكون النفط
إنّ تكون النفط كما يروي عُلماء الجيولوجيا بدأ في العصور الجيولوجية القديمة في المناطق التي كانت تحتوي على الغابات، والنباتات والعضيات والكائنات البحرية، والعديد من الكائنات الحية الدقيقة التي سكنت سطح الأرض وجوفه، فعندما حدثت تغيرات للأرض طُمرت فيها هذه الكائنات بعد موتها وتحللت ودفنت وضُغطت فتكونت طبقة من المواد العضوية والطين، وبمرور الزمن ونتيجة للضغط والحرارة، تحولت كل هذه المواد إلى نفط، وقد فسرت العديد من نظريات العلماء تكون النفط، وانقسمت النظريات إلى 3 نظريات وهي:
- النظرية البيولوجية: والتي تقول بأن النفط تكون نتيجة بقايا بعض الكائنات الحيوانية والنباتية، وقد حصلت هذه النظرية على قبول الكثير من العلماء.
- النظرية المعدنية: وتقول هذه النظرية بأن النفط قد نشأ عن طريق تعرض بعض رواسب كربيدات الفلزات الموجودة في باطن الأرض لبخار الماء، وأنه لم ينشأ عن طريق المواد العضوية.
- النظرية الكيميائية: وتقول هذه النظرية بأن النفط قد تكون من بعض الهيدروكربونات التي تكونت قديماً من اتحاد الهيدروجين والكربون، فأخذت تنتشر في باطن الأرض، وتخزنت فيها وتحولت بعد ذلك إلى نفط.
يُعتبر النفط عصباً للحياة في عصرنا الحالي، فالاعتماد الرئيسيُ يقع عليه في تشغيل المصانع والمولدات الكهربائية ووسائل النقل بكافة أنواعها واستخداماتها، ويعتري البشرية خوفٌ كبيرٌ من مسألة نفاد هذا المصدر للطاقة، وعلماءُ كثيرون قد باشروا في الالبحث عن مصادر بديلة لإنتاج الطاقة بفعالية مثل النفط، لأنه سيأتي يومٌ ينفد فيه النفط.
