النفط
النفط ويطلق عليه عدة أسماء أخرى كـ ( الذهب الأسود، والبترول، والزيت الخام، وكحيل، وقطران)، وهو عبارة عن سائل كثيف قابل للإشتعال، أسود اللون يميل إلى الإخضرار، ويوجد في باطن الأرض في الطبقة العليا من القشرة الأرضية. تشير بعض الأبحاث والدراسات إلى أن النفط قد تكوَّن من بقايا كائنات عضويّة ماتت منذ ملايين السنين، وتستند هذه الدراسات إلى أنّ النفط يحتوي على مواد معينة تحوي الكربون، ومثل هذه المواد يستحيل أن تكون قد أتت إلّا من بقايا الكائنات الحيّة.
تذكر الدراسات أيضاً إلى أن االمياه كان تغطي مساحات على الأرض أكبر بكثير من تعرف على ما هى عليه اليوم، وكانت تحيا العديد من الكائنات الدقيقة في المياه الضحلة أو قرب السطح في عرض البحار والمحيطات، وبموت تلك الكائنات الدقيقة إستقرت بقاياها في قعر المحيطات والبحار حيث انحبست في الترسبات الطينيّة والرمليّة ومواد أخرى في القاع ودفنت هناك، وكلما ازداد عمق الترسبات في القعر ارتفعت درجات الحرارة وازدادت كميّة الضغط التي تتعرض لها تلك البقايا وهذا يؤدي إلى تكون الصخور الرسوبيّة، كل هذه الظروف أدت إلى مرور تلك الصخور بعددٍ من العمليّات الكيميائيّة، الأمر الذي أدى إلى تكون مادة شمعيّة أطلق عليها إسم (الكيروجن)، عندما تتعرض هذه المادة إلى درجات حارة تزيد عن الـ 100 درجة مئويّة، تنفصل إلى مادتين سائلة (الزيت)، وغاز(الغاز الطبيعي)، لكن عند وجود هذا الزيت في عمقٍ أبعد، وتعرضه لدرجات حرارة أعلى من 200 درجة مئويّة، تضعف هذه الرابطة التي تقوم بشد الجزيئات المعقدة الكبيرةبعضها مع بعض ومن هنا يتحلل هذا الزيت.
يطلق على نطاق الحرارة المكوِّن للزيت (نافذة الزيت)، ففي درجالات الحرارة الأدنى دون نطاق نافذة الزيت يتكون القليل من الزيت، أما في الأعماق الكبيرة فدرجات الحرارة العالية جداً تشكل المناخ المناسب لتكون كميّات كبيرة من الزيت فتحلل معظمه. بمرور الوقت يتحرك هذا الزيت للأعلى عبر منافذ طبيعيّة في الصخور كالشقوق والثقوب الدقيقة والتي يطلق عليها إسم المسامات، ويعتقد بأن وجود الماء هو السبب لهذه الحركة، وهناك اعتقادٌ آخر يتمثل بوزن الطبقة الصخريّة الفوقيّة والذي يقوم بإقحام الزيت في ثقوب الصخور وشقوقها.
يتجه الزيت الى نوع من الصخور يطبق عليه صخر الزيت أو الخازن، ويتميز هذا النوع من الصخر بتمكينه الموائع من الحركة من خلاله وذلك لمساميته ونفاذيته، حيث إنّ بعض المسامات تتصل ببعضها البعض مشكلةً فراغات تمكن الموائع من الحركة فيها، ومن هنا يتحرك الزيت للأعلى حتى يصل إلى طبقةٍ صخريه غير نفاذه، يستمر الزيت في تدفقه ليصل أخيراً الى الجانب السفلي لهذه الطبقة، حيث يتم الوصول إلى مكان تشكلت فيه طبقة على شكل (محبسٍ ثلاثيِّ الأبعاد)، لاحقا أدت التحولات المختلفة في القشرة الأرضيه إلى انحسار المحيطات والبحار، وظهور اليابسة وتكشف العديد من هذه الصخور الحاوية للزيت.