العمرة في اللغة هي الزيارة، واصطلاحاً هي زيارة بيت الله الحرام للقيام بمناسكٍ مخصوصة. وهي في الإسلام فرضٌ مرة واحد في العمر لكل من بلغ الحُلُم وكان عاقلاً راشداً. والعمرة تختلف عن الحج بأن ليس لها وقتٌ محدد في العام، يمكن على المسلم والمسلمة أن يقوم بأداء العمرة في اى وقتٍ من السنة، ولكن هناك أوقاتٌ يكون أجر العمرة أكبر من سواها في العام، مثل العمرة في رمضان والتي تعدل حِجة مع النبي صلى الله عليه وسلم لقوله عليه الصلاة والسلام (عمرة في رمضان تقضي حجة معي)، وكذلك العمرة في الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة والتي أقسم الله بحانه وتعالى بهن في قوله في كتابه الحكيم (وليالٍ عشر).
يجب على المعتمر وهو في طريقه إلى بيت الله الحرام؛ أن يعرف الميقات المخصص له حسب المكان القدم منه، فعلى سبيل المثال؛ تكون أبيار علي في المدينة المنورة ميقات أهل الشام القادمون منها لأداء العمرة. عند وصول المُعتمر إلى الميقات؛ يُستحبُّ له أن يغتسل ويتطيَّبُ في بدنه للرجال، قم يتوضأ ويبلس المعتمر ملابس الإحرام، وهي للرجال إزارين أبيضين غير مخيطين، أما المرأة فتحرم بملابسها العادية والتي تخلو من الزينة، والطيبُ للرجال يكون في بدنه وليس في ملابس إحرامه. وبعدها ينوي المُعتمر أداء العمرة بقوله "اللهم لبيك عمرة"، ينويها بقلبه ويتلفَّظ بها بلسانه. ويمكن للمرأة التي تخشى أن تأتيها الدورة الشهرية أثناء أدائها مناسك العمرة أن تُضيف "فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبسني"، وكذلك يمكن للرجل الذي يخاف على نفسه من عدوٍّ أو من في حُكمِه أن يقولها أيضاً. وبعدها يبدأ المُعتمر بالتلبية ويُكثرُ منها ومن التهليل والتسبيح وذِكر الله، وتكون صيغة التلبية بأن قول " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
بعد الإحرام وعقد النية في الميقات؛ يتوجَّه المُعتمر إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، وتبدأ فور دخوله إلى بيت الله الحرام؛ حيث يُستحبُّ أن يبدأ بالتوجُّهِ إلى الحجر الأسود وتقبيله، ثم يبدأ الطواف حول الكعبة المشرَّفة من الركن اليماني أو من مُحاذاته، حيث أنه منه يبدأ الشوط وبه ينتهي. يجب أن تكون الكعبة على يسار الطائف؛ ويقول عند مُحاذاة الركن اليماني "بسم الله والله أكبر" في بداية كل شوط. ويُشترط للطواف أن يطون الطائفُ على طهارة من الحدثين، الأكبر والأصغر. يكون الطواف حول الكعبة سبعة أشواط، يُستحبُّ للرجال دون النساء في الأشواط الثلاثة الأولى أن يسرعوا في المشي، وهو ما يُسمَّى بالرَّمل، وأن يضطبع الرجال في الطواف في الأشواط كلها، وهو أن يكشف كتِفه اليمين ويجعل الرداء فوق الكتف اليسار. وأثناء الطواف؛ يدجعو المعتمر بما شاء له أن يدعو، فلا يوجد دعاء مخصص للطواف.
بعد أن ينتهي المعتمر من الطواف؛ يقوم بصلاة ركعتين في المقام أو في اى مكانٍ في المسجد الحرام، حيث يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة صورة الكافرون؛ وفي الركعة الثانية صورة الصمد. ثم يتوجَّه المعتمر إلى الصفا ليبدأ السعي بين الصفا والمرة – وهما جبلين صغيرين في الحرم المكي – فيسع بينهما سبعة أشواط؛ تبدأ بالصفا وتنتهي بالمروة. في كل شوط يستقبل المعتمر القبلة ويحمد الله ويكبره ثم يقول بعدها " لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده"، يقول هذا الذكر وما أراد من الأدعية ثلاث مرات ثم ينزل عن الصفا ويتوجَّه إلى المروة. بين الصفا والمرة منطقة ذات علامات؛ يستجبُّ للرجل أن يسرع المشي فيها دون المرأة. وعندما يصل إلى المروة؛ يرتقي ثم يقول كما قال عندما ارتقى الصفى؛ ويفعل مثلما فعل في الشوط الأول في جميع الأشواط حتى يتمهن سبعة. وبعد أن ينتهي السعي؛ يتحلل المعتمر من إحرامه بالحلق أو التقصير، والحلق احسن وأفضل للرجل، أما المرأة فتجمع شعرها وتقصِّر منه مِقدار أُنملة. وبهذا يكون المعتمر قد أنهى كل مناسك العمرة؛ وحلَّ له كل ما تحرَّم عليه أثناء إحرامه.