الحطيم
يقع الحطيم إلى الجهة الشمالية من الكعبة المشرّفة، وهو مجرّد حائط يتخّذ شكل نصف دائرة، ويُطلق على الحطيم أيضاً "حجر اسماعيل" بكسر الحاء وسكون الجيم، ويقال بأنّ قريش عندما قامت بترميم الكعبة تركت هذا الجزء "الحطيم" دون إتمام بنائه وقامت فقط بإحاطته ليتبيّن بأنّه تابع للكعة المشرفة، وكان السبب في ترك قريش لبنائه هو نقص المال، وبقي هذا الجزء محطّماً لهذا سمّي بالحطيم.
تناقلت روايات غير مؤكدة بأنّ مسمى الحطيم نسبة جاء مما كان يقوم به العرب من وضع ثياب في ذلك المكان حيث تبقى في هذا الموقع حتى يأتي عليها الزمان وتُبلى.
تسمية الحطيم بحجر إسماعيل
بالرغم من إطلاق اسم "حجر اسماعيل" على الحطيم إلا أنّ سيدنا اسماعيل عليه الصلاة والسلام لم يعش في تلك الحقبة التي تمت إقامة الحطيم فيها، ولكن أطلق عليه اسم حجر اسماعيل نظراً لوقوع "الحطيم" في مكان كان يتخذّه سيدنا إسماعيل وأقام عليه عريشاً مصنوعاً من الأراك.
أهمية وفائدة الحطيم التاريخية
إن حجر إسماعيل أو ما يسمى بالحطيم قد حظي باهتمام كبير من قبل الملوك والأمراء في الحجاز ومكة والدول العربية والإسلامية، فيقال بأنّه بينما كان أبو جعفر المنصور يؤدّي مناسك الحج رأى الحطيم فقررّ أن يكسوها بالرخام فقال " لا أصبحن حتى يستر جدار الحجر بالرخام"، فقام العمال بكسوة الحجر بالرخام قبل أن يطلع الصباح، وفي عام 161هـ قام المهدي بتجديد كسوته بالرخام الأبيض والأخضر والأحمر المتداخل ببعضه البعض، وتمّ تجديد كسوته مرة أخرى على يد أبو العباس عبد الله بن داوود بن عيسى أمير مكة، ومن المتعارف تاريخياً أنّه في عام 852 هـ كانت المرة الوحيدة التي توضع فيها الكسوة على حجر إذ وصلت من مصر كسوة الحجر مع كسوة الكعبة فتم وضع كسوة الحجر داخل الكعبة وتمّ كساؤه بها في السنة التي تليها.
جلوس الرسول صلى الله عليه وسلّم على الحطيم
يذكر بأنّه كان لعبد المطلب (جد رسول الله صلى الله عليه وسلّم) مفرشاً في الحجر وكان يُمنع أن يجلس عليه أحد غيره، ويشار إلى أنّ الشخص الوحيد الذي جلس عليه سوى عبد المطلب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صبّي، كان وقتها قد دخل إلى الحجر وأراد أن يجلس عليه فلاقى المنع من القوم إلا أنّ جدّه قد طالبهم بالسماح له قائلاً :"دعوا ابني فإنه يحّس بشرف أرجو أن يبلغ من الشرف مالم يبلغ عربي قط".