(إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركاً وهدىً للعالمين) صدق الله العظيم
هذا البيت الذي جعله الله وجهة للمسلمين حيث أنزل فيه آياتٍ بينات لمقام سيدنا إبراهيم ، و فيه تقام فريضة من الله و هي خامس أركان الإسلام ، إستناداَ لقوله تعالى (و لله على الناس حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا ً) .
وإنّ أول من بناه الملائكة بأمر الله تعالى فكان البيت الحرام من ياقوت أحمر ،رفع بعدها إلى السماء أيام الطوفان ثم بناه إبراهيم الخليل حيث أرشده الله تعالى إلى مكانه، ثم العمالقة، ثم قبيلة جرهم، ثم قصي بن كلاب، ثم قريش على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم عبد الله بن الزبير رضي الله عنه سنة 65 هـ، ثم الحجاج بن يوسف سنة 74 هـ، ثم الخليفة العثماني السلطان مراد خان سنة 1040 هـ، وصولاَ إلى ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في عصرنا هذا .
و أنّ هذا البيت العتيق من أقدم البيوت وأعرقها في المجد، فشرف نسبته إلى الله تعالى، وبوضعه رمزا لتوحيد الله، ومنار هداية للعالمين، وقبلة لعامة المسلمين.
و للكعبة المشرفة أسماء عديدة منها : بيت الله ، و البيت العتيق ، و البيت الحرام ، و القبلة ، و بيت دعامة الإسلام .
ومن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الكعبة : إنّ هذا البيت دعامة الإسلام، ومن خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر كان مضمونا على الله عز وجل إن قبضه أن يدخله الجنة، وإن رده أن يرده بأجر وغنيمة . ومن قوله صلى الله عليه وسلم : إنّ لله في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة تنزل على أهل هذا البيت، فستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين ، ومن قوله صلى الله عليه وسلم لما نظر إلى الكعبة: لا إله إلا الله ما أطيبك وأطيب ريحك وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظم حرمة منك، إن الله جعلك حراما، وحرم من المؤمن ماله ودمه وعرضه، وأن يظن به ظناً سيئاً .
سبب تسميته بالمسجد الحرام أو البيت الحرام
تأتي عظمة و قداسة هذا البيت (المسجد الحرام ) ، لكونه أوّل بيت وضع للناس ليعبدوا الله فيه حيث تتوسط الكعبة المصلين في صلاتهم . و كان لحرمة القتال فيه منذ دخول سيدنا محمد عليه احسن وأفضل الصلاة و السلام منتصرا ً إلى مكة سببا ً لتسميته بالحرام و من الما هى اسباب الأخرى للتسمية أن الله حرمها على المشركين و منعهم من دخولها و تحريم الظلم و المعاصي فيها ، ولا ينفر صيدها، ولا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها .