غزوة أحد
أحد غزوات المسلمين ضد المشركين من قريش والأحابيش في شبه الجزيرة العربية في بدايات انتشار الإسلام، وهي ثاني غزوة لهم بعد غزوة بدر، قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاركه عمر بن الخطاب، وحمزة بن عبد المطلب عم الرسول ومصعب بن عمير اللذان استشهدا فيها.
موقع غزوة أحد
سميت الغزوة بغزوة أحد نسبة لجبل أحد، والذي كانت الغزوة بمحاذاته، وهو عبارة عن سلسة من الجبال القريبة من المدينة المنورة في الجهة الشمالية، وتمتد من الشرق للغرب، وقد كان موقع الغزوة بعيدا بعض الشيء عنها آنذاك، لكن وصله العمران اليوم، وهناك عدة آراء لسبب تسميته بجبل أحد، أحدها بأنها الجبال الوحيدة في تلك المنطقة، ورأي آخر بأنه دلالة على وحدانية الله، أو أنه ينسب لأحد الرجال العمالقة الذين سكنوا المنطقة قديما.
سبب الغزوة
بعد انتصار المسلمين القلة على المشركين، وقتلهم كبار قادتهم، أراد المشركين الثأر لآبائهم وقادتهم، فأعدوا العدة، وجمعوا ثلاثة آلاف مقاتل، وثلاثة آلاف إبل يركبونها، وقادها من المشركين أبو سفيان، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، فلم يكونوا قد أسلموا بعد، بينما خرج من المسلمين سبعمئة مقاتل، وخمسين رام للنبال.
سير المعركة
في السابع من شوال للسنة الثالثة للهجرة، التقى الفريقين، وبدأ القتال، وانتصر المسلمون في بداية المعركة، إلا أن رماة النبال الذين نشرهما الرسول على جبل أحد لحماية ظهور المسلمين، اعتقدوا أن المعركة انتهت، فنزلوا مخالفين أمر الرسول بأن لا ينزلوا حتى يخبرهم، فاستغل القائد الفذ خالد بن الوليد نزول الرماة والتف مع مجموعة من المقاتلين خلف الجبل، وهجموا على المسلمين، مما أضعف موقفهم، وتجمع المشركون حول رسول الله يحاولون قتله، حتى شج رأسه، ولما رأى المسلمون ذلك اجتمعوا يحمون الرسول بسيوفهم وأجسادهم، أمثال مصعب بن عمير، وعبد الله بن قميئة، وأم عمارة، وأشاع أحد المشركين بأنه قتل الرسول، بينما كان قد قتل أحد الصحابة الذين ارتموا بأجسادهم عليه ليمنعوا عنه الطعنات والنبال، فخارت عزائم المسلمين، إلا قلة أخذوا يحثونهم على القتال أمثال أنس بن النضر، فاستشهد من من المسلمين خمسة وسبعين مقاتلا وانتصر المشركون في المعركة، بخسارة خمس وأربعين مقاتلا.
من الوقائع الشهيرة في هذه المعركة، بأن هند بنت عتبة كانت قد أوكلت لعبد حبشي يدعى وحشي عرف بمهاراته في رمي الحربة، أن يرمي حمزة بن عبد المطلب بها، انتقاما لأبيها ومن قتل من أقربائها، وشقت بطنه ولاكت كبده، إلا أنها وبعد فتح مكة أسلمت، وهي أم الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان.