لقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة الإسلامية بالدعوة إليها بالحسنى والموعظة الحسنة، فتحمل هو والصحابة الكرام رضوان الله عليهم المشاق والمتاعب العديدة في سبيل الدعوة في مكة المكرمة، وعندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة فارّاً من أذى قريش لم يتركه الكافرون يتنعم في العيش في المدينة فظلوا على موقفهم في محاربتهم له صلى الله عليه وسلم بكل ما استطاعوا، ولذلك قام الرسول صلّى الله عليه وسلّم بإذن الله تعالى بالقيام بمحاربة المشركين في عدة غزوات بقيت في التاريخ الإسلامي محفورةً حتى الآن، ومن ضمن هذه الغزوات غزوة بدر.
في الواقع يوجد غزوتان تدعيان بغزوة بدر والأولى هي الصغرى التي حدثت في السنة الرابعة من الهجرة والتي لم يخرج فيها الكفار خوفاً من المسلمين، أمّا معركة بدر الشهيرة بين الناس في معركة بدر الكبرى والتي سميت أيضاً بيوم الفرقان، ففيها فرق الله عز وجل بين الحقّ والباطل بأن نصر الله تعالى نبيه ومن معه من أصحابه على كفار قريش في أول معركةٍ حقيقيةٍ يخوضها المسلمون ضدّ الكافرين، فحدثت هذه المعركة في السابع عشر من رمضان في العام الثاني للهجرة، وكان سبب المعركة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى قافلة أبي سفيان العائدة من الشما، لكن أبا سفيان كان يتجسس أخبار المسلمين بنفسه وعن طريق السرايا التي كان يبعث بها، فعندما علم بقدوم المسلمين غيّر الطريق المعتادة التي كانت القافلة تسير بها إلى طريقٍ آخر وبعث إلى كفار قريش بضمهم بن عمرو الغفاري ليخبرهم بذلك والذي جاء قريشاً وثيابه ممزقةٌ من قبل ومن دبر ليستفز قريشاً بالخروج للدفاع عن أموالهم.
خرجت قريش وحلفاؤها إلى بدرٍ لملاقاة المسلمين بجيش قوامه ألف رجل عندما وصلوا بدراً بقيادة أبي جهل، أمّا جيش المسلمين فكان قوامه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، فتلاقى الجمعان في بدرٍ وهي بئر شهيرةٌ تقع بين مكة والمدينة، وعندما وصل المسلمون إلى بدرٍ أمّنوا مكاناً للماء وأغلقوا الآبار الأخرى المتبيق وهو ما فعله الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأخذه لنصيحة الحباب بن منذر رضي الله عنه، وبعد أن انتهى المسلمون والكافرون من القتال الذي دام لمدة ثلاثة أيام مكثها الرسول ومن معه من الصحابة الكرام في بدر، كانت النتيجة أن انتصر المسلمون على الكافرين فكان شهداء السلمين أربعة عشر رجلاً أمّا قتلى الكافرين فكانوا سبعين رجلاً وسبعين آخرين كانوا أسرى للمسلمين.