الدين الإسلامي
أوجد الله تعالى في الأرض من يحفظ الدين الإسلامي والأمة الإسلامية، فهيأ القادة الذين كانوا لا يهابون الظلم أبدا ولا يخافون الموت في سبيل إلعاء كلمة الله تعالى لنيل النصر أو الشهادة وفي كلتا الحالتين يعتبر هو الفائز، وقد شهدت الحضارة الإسلامية الكثير من المعارك والحروب التي استطاع من خلالها المسلمون القضاء على الأعداء بشتى أشكالهم وصورهم التي ظهروا عليها لمحاولة القضاء على الأمة الإسلامية واحتلال البلاد الإسلامية.
من أشد الأعداء قوة وبأسا وعددا الذين واجههم المسلمون التتار أو المغول، ولكن بفضل الله تعالى استطاع المسلمون بقيادتهم الناجحة القضاء عليهم في معركة عين جالوت الشهيرة.
معركة عين جالوت
بدأ الزحف المغولي من بلاد الصين، واستطاعوا القضاء على كل ما وقف أمامهم مما دب الرعب في قلوب الناس في مختلف البقاع، وقد قاموا بالقضاء على الإمارات الإسلامية التي كانت تقع في طريقهم من الصين مرورا بمنتصف آسيا وإيران ووصولا إلى بلاد الشام بمساعدة الصليبيين والخونة من المسلمين، وعندما وصلوا إلى بلاد الشام دب الرعب في قلوب المسلمين من المناطق المجاورة فاتجهوا إلى مصر بحثا عن قائد شجاع يستطيع التصدي للزحف المغولي.
أرسل المغول رسالة تهديد إلى القائد قطز الذي كان واليا على مصر يطلبون منه تسليم مصر لضمها إلى حكمهم كتعرف على ما هى الحال في الإمارات الإسلامية السابقة، ولكن السلطان قطز كان لا يخاف غير الله تعالى ولا يأبه لأي شيء آخر فأمر بقطع رؤوس الرسل المغول وتعليقها على باب القاهرة لتطمئن قلوب الناس ويخف الذعر الذي وقع في قلوب البعض، وكانت هذه الحركة حركة ذكية من القائد المسلم.
وهنا جمع قطز الجيش الإسلامي الموجود لديه وتوجه إلى الشام لمقابلة جيش المغول، فوصل ذلك إلى نائب القائد هولاكو المغولي كتبغا؛ حيث كان النائب على الشام فأمر بتجميع جيوش التتار كافة، حيث التقى الجمعان في الخامس والعشرين من شهر رمضان من عام658هـ. اتبع القائد قطز خطة محكمة للقضاء على جيش التتار واستطاع ذلك من خلال استدراج جيش التتار إلى عين جالوت للقضاء عليهم وفعلا استطاع المسلمون القضاء على التتار بكل قوة وثبات وبأس، وكان هذا الانتصار هو الذي حمى بقية الإمارات الإسلامية.
نتائج معركة عين جالوت
كانت لمعركة عين جالوت الكثير من النتائج على المسلمين والبلاد الإسلامية، وهي:
- الانتهاء والتخلص من الحكم المغولي لبلاد الشام ووقف زحفهم تجاه البلاد الإسلامية.
- توحيد الشام ومصر معا، وبالتالي زيادة قوة المسلمين في المنطقة.
- نشر الرعب في قلوب أعداء الإسلام؛ فقد كان لهزيمة المغول نشر الرعب والذعر في قلوب الصليبيين والخونة وكل من تسول له نفسه بمهاجمة المسلمين.