من المعارك والغزوات التّي حدثت في التاريخ الإسلاميّ غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق نسبةً إلى الخندق الذي بناه المسلمون شمال المدينة، وذلك لحماية المدينة من الأحزاب التي اجتمعت للهجوم على المسلمين في المدينة، فتعرف ما هو سبب غزوة الأحزاب ؟، ومتى حصلت بالتّحديد ؟.
يعود سبب غزوة الأحزاب إلى غزوة بني النّضير التي حصلت في السّنة الرّابعة للهجرة، حيث نقض بنو النضير عهدوهم مع الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ومالؤوا أعداءه، ولم يكتف زعيمهم باستقبال زعيم الكفار حينئذ أبو سفيان، بل حاول يهود بني النّضير قتل النّبي الكريم حين أتى ديارهم يومًا يستعين بهم على دفع ديّة رجل قتل على أيدي أحد المسلمين بصورة خاطئة، وقد أعلم الله نبيّه عليه الصّلاة والسّلام بنيّة اليهود قتله فسارع إلى المدينة ليبعث إلى يهود النّضير رسولًا يبلّغهم بوجوب الخروج من ديارهم وإجلائها، وقد تمنّعوا في بداية الأمر ثمّ عندما وجدوا إصرار المسلمين على حصارهم وإخراجهم، خرجوا من ديارهم يجرّون أذيال الخيبة والهزيمة، وقد وصل بعضهم إلى خيبر وذهب من تبقّى منهم باتجاه الشّام، وعندما وصلوا إلى خيبر بدأ زعيمهم حييّ بن أخطب يراسل قبائل العرب حتّى تجتمع لقتال المسلمين والهجوم عليهم في المدينة، وقد وصلت أخبار تلك المراسلات إلى رسول الله عليه الصّلاة والسّلام فشاور الصّحابة في الأمر، فأشار عليه الصّحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه أن يحفر خندقًا حول المدينة لحمايتها، وفعلًا شرع المسلمون في حفر الخندق استعدادًا لقدوم جيش الأحزاب.
وفي شهر شوّال من السّنة الخامسة للهجرة تجمّعت جيوش الأحزاب من قريش وحلفائها من كنانة، وغطفان، وبنو أسد وسليم، وقد تجمّع جيشٌ كبير توجّه للمدينة، وحينما وصلوا أطراف المدينة وجدوا المسلمين قد حفروا خندقًا حولها لحمايتها من الجهة الشّماليّة، فعمل الأحزاب على محاصرة المسلمين لمدّة تقارب الشّهر، وقد كان القتال يقتصر على رمي النّبال والرّماح ولم تحدث مواجهة بين الجيشين إلا مواجهات فرديّة بين الحين والآخر مثل المبارزة التي حدثت بن عمرو بن عبد ود الكافر وسيّدنا علي رضي الله عنه حيث قتل عمرو بسيف سيدنا علي.
وقد اشتد الأمر على المسلمين حين وردتهم أنباء غدر يهود بني قريظة لعهدهم مع النّبي عليه الصّلاة والسّلام، حيث مالؤوا الأحزاب واشتركوا معهم، ولكنّ شاء الله تعالى أن تنقلب الموازين حيث أرسل الله تعالى ريحًا شديدةً وجنودًا لم يرَها المسلمون بثّت الرّعب في نفوس الأحزاب، إلى جانب الشّقاق والنّزاع الذي حدث بينهم، وقَلب نتيجة المعركة لصالح المسلمين وردّ الله الأحزاب بغيظهم لم ينالوا خيرًا.