خير الدين التونسي هو واحد من أكبر رموز الإصلاح في دولة تونس ، فقد عرف بين الناس باسم خي الدين باشا .
نشأ خير الدين باشا في إحدى القرى الموجودة في جبال القوقاز ، ونشأ كعبد مملوك حيث أن والده مات في معركة عثمانية كبيرة تمت ضد دولة روسيا ، الأمر الذي أدى إلى وقوع خير الدين في الأسر ، ومن ثم تم بيعه في سوق العبيد ، اشتراه شخص من أشراف بين النقيب ، وكان يسمى تحسين بيك ، ورباه وكفل رعايته .
ولكن قامت سيدة تحسين بيك ببيعه إلى رجال الباس فيما بعد ، الأمر الذي جعله ينتقل للعيش في قصر باي تونس ، وكان حينها عمره 17 عاماً ، حل عبداً عند أحمد باي الذي كفل رعايته ، وأمر بتعليمه تعليماً جيداً وأشرف على تربيته باحسن وأفضل الطرق ووسائل الممكنة ، وقد له رعاية كبيرة .
برع خير الدين باشا في الكثير من المجالات ، وكان معروفاً بشدة ذكاؤه وحنكته وحكمته ، كما أنه كان لامع الذهن ، وكان يحب الحياة العسكرية والسياسية بصورة كبيرة ، كما أنه أحب التاريخ وأقبل على دراسته والتزود منه ، الأمر الذي جعل منه مؤهلاً لأن يحل على منصب مشرف مكتب العلوم الحربي ، وأثبت للجميع مدى مهارته وحنكته العسكرية ، وكان نتيجة ما يقوم به هو الحصول على الترقيات والمراتب العسكرية الراقية ، ومن ثم تم تعيينه أميراً للخيالة عام1848 م .
كما أن أحمد باي كان يعتمد على خير الدين بصورة كبيرة ، وكان يثق به كثيراً ، لحد أن قام بإرساله إلى فرنسا ليبيع مجوهرات للسيد أحمد باي من أجل مساعدة الدولة في محاربة روسيا في ذلك الوقت .
ضل خير الدين التونسي ينتقل بين المناصب من هنا لهناك إلى أن وصل إلى أن أصبح وزير البحر وكان ذلك في عام 1857م ، وبدأ بالاهتمام بأمور الاصلاح الموجودة هناك ، وظهت إنجازاته واضحة على الميناء ، والاتفاقيات ولباس الجيش ، كما أنه نظم الوزارة بصورة كبيرة .
قام بالكثير من الاصلاحات في العديد من الأماكن وكان له دور كبير في تنظيم العديد من الوزارات ، وكان يعرف بالعدل والحكمة ، كما انه استطاع أن يساعد في صياغة قوانين مجلس الشورى .
ولكن وصل الحال إلى فساد الكثير من المشؤلين وفساد الحكومة ، الأمر الذي أدى إلى أن قدم خير الدين استقالته من جميع المناصب التي كان يعتليها ، حتى أنه كان رئيساً لمجلس الشورى ولكنه استقال أيضاً .
تنقل خير الدين خلال فترة عمله إلى العديد من الأماكن والدول مع السيد أحمد باي ، كما أنه شغل العديد من المناصب ، وأحبه الناس كثيراً .