معروف الرصافي هو أحد الشعراء الأفذاذ، هو شاعر و مثقف و أكاديمي عراقي، اسمه معروف عبد الغني محمود الجباري. ولد هذا الشاعر في العاصمة العراقية بغداد في العام ميلادية، حيث درس بداية في الكتاتيب ثم في المدرسة العسكرية الابتدائية ثم في المدارس الدينية و تتلمذ على أيدي الشيوخ عبد الوهاب النائب و قاسم القيسي و قاسم البياتي و عباس القصاب و محمود الألوسي، و سمي بمعروف الرصافي تيمنا بمعروف الكرخي وهو علم من أعلام وعالم من علماء أهل السنة والجماعة وهو أيضاً علم من أعلام التصوف. بعد ذلك امتهن الرصافي مهنة التعليم، ثم درس الأدب العربي في بغداد، ولازمها حتى العام 1908 ميلادية، ثم انتقل إلى اسطنبول.
انتخب الرصافي ليكون أحد أعضاء مجلس المبعوثان، ثم درس في القدس، ثم رجع إلى بغداد، ثم انتقل إلى الاستانة ثم بغداد، حيث أصدر جريدة الأمل، ثم حاز على عضوية مجمع اللغة العربية الدمشقي، ثم أصبح مفتشاً في معارف بغداد، ثم أستاذ اللغة العربية في دار المعلمين العالية.
لم يكن الرصافي منعزلاً عن قضايا الأمة آنذاك خصوصاً وأن الأمة كانت في تلك الفترة على أعقاب انهيار الخلافة العثمانية وبداية الاحتلال وتشرذم الدول العربية وفرقتها وضياعها، فكانت الحالة السياسية متأزمة للغاية في الوطن العربي، ومن هنا ظهرت شخصية الرصافي الثائر خصوصاً بعدما وقعت العراق تحت الاحتلال البرطاني، وعندما وضعوا دستوراً وبرلماناً زائفين، أنشد قصيدته التي قال فيها:
علم ودستور ومجلس أمـــــة *** كل عن المعنى الصحيح محـرف
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها *** أما معانيـــها فليســــت تــــعرف
من يقرأ الدستور يعلم أنــــــه *** وفقاً لصك الانتداب مصنــــــــــف
كما أنه كان حكيماً فأنشد أشعاراً في مواضيع مختلفة عن الفقر وعن عظمة الله تعالى وكانت له آراء فلسفية، فلم يكن الرصافي – رحمه الله تعالى – شاعراً عادياً بل كان شاعراً ملماً ومجوداً للعديد من الأمور.
توفي الشاعر معروف الرصافي في بيته في منطقة تسمى محلة السفينة في الأعظمية في العراق، حيث كانت وفاته في ليلة الجمعة في شهر ربيع الثاني من العام 1364 من الهجرة الموافق للسادس عشر من شهر مارس للعام 1945 ميلادية، وكان جثمانه الشريف قد شيع وسط جنازة عظيمة تليق بشاعر مهيب في وزن وقيمة معروف الرصافي، حيث شارك فيها جمع كبير من الناس من شتى الأصناف والمراكز والمراتب، حيث دفن في مقبرة الخيزران وصلى عليه الشيخ حمدي الأعظمي، وقيل في حقه العديد من المرثيات.