معروف الرصافي
هو الشاعر العراقي معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري، تنحدر أصوله من أب كردي وأم تركمانية الأصل، ولد في العاصمة العراقية بغداد عام ألف وثمانمائة وخمس وسبعين ميلادية، أصدر عدة دواوين شعرية. نشأ وترعرع الأكاديمي العراقي معروف الرصافي في مسقط رأسه، والتحق بالكتاب في مدينته وتتلمذ فيها.
انتقل بعد إكمال دراسته في الكتاب إلى المدرسة العسكرية الابتدائية، وغادرها دون أن يكمل فيها ليلتحق بطلبة المدارس الدينية، وتتلمذ على يد علماء بغداد ومنهم الشيخ قاسم القيسي، والشيخ عباس حلمي القصاب، وعبد الوهاب النائب، والشيخ قاسم البياتي، ورافق العلامة محمود شكري الألوسي لمدة اثني عشر عاما، وارتدى العمامة تشبها بعلماء وشيوخ مدرسته، وأطلق شيخه الألوسي اسم معروف الرصافي عليه نسبة لمعروف الكرخي ليقتدي به بالصلاح والسمعة الحسنة.
عمل معروف الرصافي
أنشأ الشيخ عبد الوهاب النائب مدرسة الراشدية في شمال مدينة الأعظمية، وعمل بها الرصافي أستاذا، وانتقل فيما بعد ليعمل في المدرسة الإعدادية في العاصمة بغداد، وكان ذلك في فترة حكم الوالي نامق باشا الصغير، وعمل لدى جريدة سبيل الرشاد كمحرر، وعمل في الكلية الشاهانية معلما للغة العربية، وأقيم تمثالا تذكاريا تخليدا وتمجيدا لذكراه في الساحة التي تقع قبالة جسر الشهداء.
ومع حلول عام ألف وتسعمائة واثنا عشر ميلادي تم انتخابه عضوا في مجلس المبعوثان، وعمل معلما في دار المعلمين في مدينة القدس الفلسطينية عام ألف وتسعمائة وعشرين ميلادي، وبعد عودته إلى بغداد أصدر جريدة خاصة به أطلق عليها اسم الأمل، وفي عام 1923م أصبح عضوا في مجمع اللغة العربية في العاصمة السورية دمشق بالانتخاب.
شعر معروف الرصافي
ترك الشاعر معروف الرصافي آثارا أدبية ونثرية كثيرة، واتصف أسلوبه بمتانة اللغة، ورصانة الأسلوب، وقام بترتيب ديوانه إلى أحد عشر بابا حول الأمور الكونية، والدينية، والاجتماع، والفلسفة، والوصف، والحرب، والرثاء، والتاريخ، والسياسة، وعالم المرأة، والمقاطع الشعرية الجميلة، كما وصف الفقر أيضا، وكتب أبياتا شعرية في السياسة، وحث على ضرورة التعليم من خلال بناء المدارس ونشر العلم، وتحفيز طلبة العلم على طلبه لغايات ليست فقط شخصية بل لغايات اجتماعية أيضا.
وفاة معروف الرصافي
انتقل الشاعر العراقي الكبير الرصافي إلى رحمة الله تعالى في السادس عشر من شهر مارس عام ألف وتسعمائة وخمس وأربعين ميلادي في داره في محلة السفينة في الأعظمية، وتم تشييع جثمانه في موكب كبير مهيب، وصليت عليه صلاة الجنازة بإمامة الشيخ حمدي الأعظمي، وكان عمره حينها سبعين عاما.