لقّب لقمان بن ياعور ، وهو ابن شقيقة النبي أيّوب عليه السلام ، بلقب ( الحكيم ) ، وهو من أصل مصري وتحديداً من محافظة أسوان، اشتهر لقمان الحكيم بوصاياه وبحكمته ، حيث نجد في القرآن الكريم ، سورة كاملة اسمها ( سورة لقمان ) ، رغم أنّه لم يكن نبياً وإنما ولياً، كثيرة هي الروايات والأخبار التي تشير لحكمته في الحياة وتفهّمه لها ، وبالرغم من كونه عبداً ، إلاّ أنه كان يعظ في أسياده ، بلسان ممتلئ بالحكمة، كان لقمان الحكيم يعمل في حرفة النجارة ، ويقال أيضاً بأنه كان راعياً ، وقد عاصر لقمان النبي داود ، وقد استزاد منه وتعلّم الشيء الكثير .
وقد كتب لقمان الحكيم كتاباً بعنوان ( حكمة لقمان ) ، جاء فيه حكماً ووصايا وجّهت إلى الناس ، على أنّهم بمثابة أبنائه ، وكأنه هو الأب المعلّم لهم ، وعلى عاتقه يقع تصويب أفكارهم وأفعالهم ، بكلماته المهذّبة الواعظة ، بحيث كانت كل وصاياه تبتدئ بعبارة ( يا بنيّ )، جميلة جداً هي القصص التي تروى عن لقمان الحكيم ، وحسن تصرّفه وتفهّمه وسرعة بديهيته في معالجة الأمور ، من صغيرها حتى كبيرها ، فلا عقبة تقف أمام منطقه الصالح النزيه .
مذكور في معجم البلدان ، بأنّ للقمان الحكيم وابنه أيضاً قبر في الجهة الشرقية من بحيرة طبرية ، يُعدّ من المزارات التي يقصدها الناس ، وهذا المقام موجود قبل مقام النبي سليمان عليه السلام ، ويُحكى أيضاً بأنّ مغارة السيّد المسيح عليه السلام والتي تدعى مغارة المهد ، هي مكان قبر سليمان الحكيم ، وأيضاً يُحكى بأنَ في منطقة بلجرشي في قرية خزنة التي تتبع لقبيلة تدعى غامد يوجد قبر لقمان الحكيم .
- " بعض حكم ووصايا لقمان الحكيم :
يا بني ! عليك بضرورة اعتزال الشرّ ، لئلاّ يعتزلك هو ، لأنّ الشرّ لم خلق إلاّ للشرّ .
يا بني ! لا تندم على السكوت أبداً ، لأنّ الكلام من فضّة والسكوت من ذهب .
يا بني ! عليك بضرورة مشاورة الحكماء ، وطعامك لا تطعمه إلاّ للأتقياء .
يا بني ! نقل الصخر من مكانٍ إلى مكانٍ آخر ، أسهل عليك من إفهام من لا يفهم .
يا بني ! لا تكن حلواً لئلاّ يتمّ بلعك ، ولا تكن مرّاً لئلاّ يتمّ لفظك .