سراقة بن مالك

سراقة بن مالك

غرقت الفرس في رمال الصحراء إلى بطنها وبقي عنقها مرتفعاً عن مستوى سطح الأرض بقليل، وكادت تُغرق معها "سراقة بن مالك " لولا أنه طلب النجدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعى له الرسول بالنجاة واشترط عليه أن لا يخبر -سراقة- قوم قريش عن مكانهم، ففعل...!


كان ذلك عندما هاجر أبو بكر الصديق رضي الله عنه  والنبي "صلى الله عليه وسلم" من مكة إلى المدينة، وأعلنت قريش جائزة "مائة رأس ناقة" لمن يجدهما، فتسابق فرسان قريش الشباب، للامساك بالرسول صلى الله عليه وسلم وابا بكر رضي الله عنه، ولم ينجح منهم أحد، فرجعوا خائبين بعد تنافس عسير لاثبات قدراتهم في تقصي الأثر، وكان سراقة يتتبع الأثر ويتقصاه ببراعة بالغة ، فتشجع وطمع في الجائزة، وهمَّ يبحث عنهما في أرض قاحلة، فاذ لاحا له من بعيد تشجع ليقترب وفي كل مرة كانت فرسه تتعثر أكثر، ليقع عنها ومن ثم يعتدل عازماً اكمال الطريق، ولما دنا واقترب من ابي بكر والرسول بكى ابو بكر رضي الله عنه فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم لم تبكي؟ فقال ابو بكر لست ابكي عليَّ وانما عليك، فدعى رسول الله على سراقة "اللهم اكفناه بما شئت" فغرست قدما الحصان برمال وصار يغرق، فاستنجد به سراقة قائلاً:"  يا محمد، لقد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطلق ورجع إلى أصحابه".


وقال له الرسول قبلاً: " كيف بك إذ لبست سوارى كسرى ومنطقته وتاجه، فقال سراقة: كسرى بن هرمز، فقال رسول الله : نعم"


وأسلم سراقة بعدما فتح الله مكة وفرغت غزوة الطائف وحنين، فخرج سراقة إلى مكة ومعه الكتاب، وحين وصلها، تصدى له بعض القوم، فدنى من رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: " يا رسول الله، هذا كتابك لي، وأنا سراقة بن مالك بن جشعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا يوم وفاء وبر، أدنه"  فدنا منه سراقة وأسلم.


وتحقق وعد رسول الله له، فعندما أتى عمر بن الخطاب بسوارى كسرى ومنطقته وتاجه، بعث إلى سراقة بن مالك، وألبسه إياهما.


ويرجع نسب سراقة بن مالك إلى سيد بني مدلج وهم أحد أشراف قبيلة كنانة، وكان في الجاهلية من اشراف العرب المرموقين، ومن أصحاب المروءات المعدودين عداً، يجير المستجير، ويطعم الجائع، ويؤمن الخائف، وهو شاعر مخضرم، وسيد له حضور مهيب.


وتوفي سراقة بن مالك رضي الله عنه سنة 24 هجري، في زمن عثمان بن عفان، وبعد موته طوى التاريخ الاسلامي صفحة رجل وصحابي جليل، خاف الله وأطاع رسوله، وعمل بمابادئ الاسلام، واشتهر بمحاسن الصفات، والخلق الحسن، وكرم خلق الله، فكرمه سبحانه وتعالى بدخوله الإسلام، وموته مسلماً.

اذكار الصباح - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - كلام جميل - صفحات القرآن - الجري السريع - ترددات القنوات - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - العشق - دعاء للميت - تفسير أحلام - ادعية رمضان - الوضوء الأكبر - أعرف نوع الجنين - كلام جميل