اشتهر ابن سيناء الملك بلقب أبو القاسم هبة الله بن جعفر بن سيناء الملك، وقد كان ابن سناء الملك شاعر كبير وكان أديبا مميزا، وقد ولد ابن سيناء في العام 550 هـ وقد كان مولده في مصر؛ وقد نشأ ابن سيناء وشب في أسرة غنية وعريقة جدا عرف عنها أنها كانت من أكثر العائلات في ذلك الوقت ثروة في مصر، وقد كانت تعرف هذه العائلة بأنها من أصحاب المعرفة والفضل الكبيرين، وكان ابن سناء قد نشأ في بداية حياته وترعرع في ظل والده الذي كان يرعاه منذ الصغر، وكان والده قد اهتم كثيرا في أمر تعليمه وتثقيفه وذلك من أجل مساعدته على أن يصبح شخصية مهمة في المستقبل، فالعلم يساهم في بناء الرجال، فقام والده بتحفيظه كتاب الله عز وجل وقام بتدريسه بعض العلوم كاللغة العربية الفصحى والفقه وعلوم الدين واللغة بشكل عام، وكان ابن سناء قد قام بتعلم بعض اللغات الأجنبية التى كانت مشهورة في ذلك الوقت كاللغة الفارسية الذي كان يحبها ابن سناء كثيرا جدا حتى أنه كان قد أطلق بعض كتاباته باللغة الفارسية؛ وقد عرف عن ابن سناء إلمامه الكبير في علوم الفلك حتى أنه قد قام بالإشارة إلى بعض النجوم والكواكب بأسماء جديدة.
عرف عن ابن سناء علاقته الطيبة مع كثير من العلماء الذين كان قد عاصرهم في حياته، وقد كان من أبرزهم القاضي الفاضل الذي كان قد قال في حقه ذات يوم أنه "هو الأستاذ وأنا التلميذ له، والمتعلم منه"، فعرف ابن سناء بعلاقاته الطيبة مع العلماء التي كانت تقوم على المودة والاحترام والتواضع فيما بينهم، ولعل من بعض الرسائل التي كان قد أرسلها القاضي الفاضل إلى الشاعر الكبير ابن سناء خير شاهد ودليل على العلاقة التي كانت بينهما، حيث أن القاضي الفاضل كان قد كتب في كتابه الشهير فصوص الفصول رسائل كثيرة موجهها إلى ابن سيناء الذي قام بدوره بالرد عليها مما جعل الشعراء المعاصرين له يحسدونه على هذه العلاقة بينه وبين القاضي وكثير من العلماء، ولقد كانت هذه العلاقة بين ابن سيناء والقاضي سببا في تقريب القاضي الأثير عند القائد صلاح الدين ومن حوله من حاشيته، فقام ابن سناء بمدح القائد صلاح الدين وأولاده وبعض وزرائه وقد قام القاضي الفاضل باستدعائه وطلب منه القدوم إلى مصر الأمر الذي لم يستطع تحمله بسبب شوقه إلى بلاده وحنينه لها الذي كان سببا في عودته السريعة إلى وطنه مصر، وعلى الرغم من رجوع ابن سناء الملك إلى مصر إلا أن شهرته كانت قد ملأت الآفاق في مصر وبلاد الشام وغيرها.
كان لابن سناء الملك الكثير من المدونات والكتابات الشعرية؛ وقد توفي في العام 608هـ.