من فضل ديننا الحنيف أنه قدس بعض الأوقات وميزها في فضلها وبركتها ، وفي ذلك فضل من الله سبحانه وتعالى وتسهيل على عباده فتقسيم الأوقات وتميزها يكسر روتين الذي تمله النفس ويسمح بالتغيير والتبديل ، فطبيعة النفس البشرية التي خلقها الله تفضل التبديل والتغيير وتكره الرتابة . سوف نتحدث اليوم عن شهر شوال ومن مميزات هذا الشهر أنه من اشهر الحج أشهرُ الحجُّ هي: شوال وذو القعدة ، وعشر ذي الحجة .
فيستحب في هذا الشهر الزواج فقد عقد النبي –صلى الله عليه وسلم – في شوال وزفت إليه في شوال فمن هنا اتى الاستحباب لذلك وتقول عائشة-رضي الله عنها –( زَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلّم) في شَوَّال، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي شَوَّال، فَأَيُّ نِسَائِهِ كَانَتْ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي).
ومما يسن في شوال صيام ست ايام منه متبوعة بصيام رمضان وقد ذكر في السنة أن من سن هذه السنة وفعلها فكأنما صام الدهر كله ، فعن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلــَّم قال : من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدًّهر. (مسلم). ومن فضائل صيام هذه الايام بانها تشفع لصائمها يوم القيامة ، وهو أشد الأيام وأعظمها قال -صلى الله عليه وسلم-:"الصيامُ والقرآنُ يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيامُ: أى رب منعتُه الطعام والشهوة فشفعنى فيه، ويقول القرآنُ: منعتُه النوم بالليل فشفعنى فيه، قال: فيشفعان".
ومما يجب أن ننبه إليه أن من كان عليه قضاء من رمضان وجب عليه صيام القضاء أولا ومن ثم صيام الست من شوال ليغتنم الاجر كله ، وأن من صام الست من غير قضاء ما عليه أولا لم ياخذ اجر وثواب صايم الست من شوال.
وقد ذكر في السنة النبوية أن صيام الست من شوال يعادل صيام شهرين ، فكيف نترك صيام هذه الايام التي فضلت بفضائل كثيرة وعظيمة ، فهي تنفع في يوم لا ظل فيه إلى ظل الرحمن ، فول نظرنا لعظم الأجر والثواب لهانت في اعيننا ما نشعر به من جوع وعطش مؤقت فالدنيا وإن طالت فانية ،وحتى لا نبالغ في التشاؤم فللصيام فوائد دنيوية وصحية اثبتتها الدراسات والتجارب العلمية ، فلا نجد في ديننا الحنيف ما يتعارض مع الاكتشافات العلمية فهذا في حد ذاته مما يثبت ألوهية تعاليمه .
ومن فوائد الصيام :
- أنه يقوم بالمساعدة على إزالة السموم من الجسد . • يعمل على راحة الجهاز الهضمي الذي يستهلك الكثير من الطاقة . • الصيام يساعد على خفض معدل السكر في الدم. • يقوم الصيام بتقوية وتنمية الجهاز المناعي للجسم . • يقوم الصيام بالمساعدة على الاقلاع عن التدخين وقد ساعد الكثير في ترك هذه العادة .
وفي النهاية يجب علينا أن لا نغفل عن الأوقات المباركة والتي يكون فيها الأجر والثواب مضاعفا ونستذكر ان وجود هذه الأزمان والأوقات ماهي الا هبة من الله لمحو الذنوب واكتساب الأجر فالمسلم الفطن هو من يتحرى هذه الأوقات و يغتنمها .