كانت نشأة الأخطل في دمشق ، وكان شاعراً للأمويين ، كانت إقامته بين دمشق والجزيرة الفراتية ، وقد تهاجى مع الفرزدق وجرير ، كان محباً لشعره كثير العناية به ، رشحه بن جعيل شاعر تغلب لهجاء الأنصار ، وأصبح بعدها شاعر البلاط الرسمي للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، لمدح دولة بني أميه ويهجو خصومها ، تهاجى مع جرير ليمتد هذا الهجاء طوال حياته ، وكان شاعرنا بارعاً في الهجاء والمدح ووصف ( الخمرة ) ، أتهم بالإغارة على معاني السابقين ، والإلتواء والخشونة في شعره وكان متكلفاً في بعض المواقع ، ولكن كان الأخطل بما لا يقبل مجالاً للشك واسع الثقافة ، أثرى اللغة كثيراً ، وأحسن استغلال التراث الأدبي وتمثيله، توفي وهو في السبعين من عمره .
أما جرير فهو ( جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي ) ، من قبيلة بني تميم ، ولد في نجد ، ويعد من أشهر شعراء العرب في الهجاء كما برع في المدح أيضاً ، كان يهوى سجال الشعراء ، ولم يثبت أمامه في هذه السجالات غير الأخطل والفرزدق ، لازم الحجاج زهاء 20 عاماً وقام بمدح بني أمية ، وصل صيت شعره الآفاق وهو لا زال على قيد الحياة وكان دوما ما يقترن ذكره بالأخطل والفرزدق ، تهاجى شاعرنا مع الفرزدق ما يقرب من أربعين عاماُ حتى وفاة الفرزدق فرثاه في قصيدةٍ مشهورة .
من أشهر أبياته في الغزل :
إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهنَّ أضعف خلق الله أركانا
وقد لقب جرير كما الأخطل كما رفيق دربه الفرزدق بأنه أشعر شعر اء عصره ، أو أحد ثلاقة أشعر شعراء عصرهم وهم الأخطل وجرير والفرزدق .