اسمه هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري، وقد كان يكنى بأبو عمر، وقد كان مولد أبو عمر في مدينة قرطبة التي تقع في جنوب اسبانيا، وقد كان ذلك في العام 368 هـ، وقد كان أبو عمر من الأئمة والفقهاء الذين عرف عنهم الاجتهاد والتحرك من أجل الدين فقد عرف عن أنه كان من المجتهدين في طلب العلم حتى أصبح محدث عصره، وقد كان أبو عمر قاضيا كبيرا ومؤرخا مشهورا حيث أنه صاحب التصانيف المهمة، وقد كان الإمام علي بن حزم الأندلسي يعتبر من أعز أصدقائه ورفاقه وأشهرهم، فقد كان الامام علي بن حزم عالما كبيراً وإماماً فقيهاً، وقد عرف عن الاثنين أنهما كانا يعيشان على نهج أهل السنة والجماعة، وقد عرف عن صديقه الامام علي بن حزم الأندلسي أنه كان في البداية يميل إلى الفقه الظاهري ثم ما لبث أن تحول إلى الفقه المالكي مع ميله الواضح وتأييده الشديد لبعض المسائل من الفقه الشافعي.
بعد أن ولد ابن عبد البر في مدينة قرطبة في شهر ربيـع الآخر من العام 368 هـ، بدأ نشأته فيها محبا للعلم والتعلم حيث أنه قد بدأ في تعلم علم الحديث وعلم اللغة العربية وقد أبدع في علم الفقه إلى أن أصبح محدثا في عصره، كان أبو عامر والذي عرف بابن عبد البر قد قرر الرحيل والذهاب إلى بطليوس وقد كان ذلك وقت أن سقطت الدولة الأموية بالأندلس، وقد بدأ حياته المهنية والعملية بعد أن تم تعيينه قاضيا في مدينتي أشبونة وشنترين وهما مدينتي من المدن التي تقع في البرتغال، وقد كان تعينه كقاضياً في عهد المظفر بن الأفطس الذي كان أميرا من أمراء بنو الأفطس، ثم قام ابن عبد البر بعد ذلك بالتحول والسفر إلى شرق الأندلس فكان أن قرر النزول في مدينة ببلنسية ودانية، وقد عرف عنه كثرة حبه للعلم وطلبه له وذلك أنه وكما يقال قيمة الانسان في علمه فقام ابن عبد البر بطلب العلم بعد العام 390 هـ، وقد كان عمره في ذلك الوقت لم يتجاوز الاثنين والعشرين عاما، وقد عرف عن أبو عامر ابن عبد البر أنه كان قد أدرك الكبار، وقد أطال الله في عمره وقد على سنده أيضاً، وقد تكاثر حوله الطلاب الذين كانوا يأتون له طالبين العلم والتعلم، وكان ابن عبد البر قد قام بالجمع والتصنيف وقام أيضا بالتوثيق والتضعيف، وقد كان عظم علمه سبباً في خضوع العلماء في زمانه له.
كان أبو عمر ابن عبد البر قد توفي في ليلة الجمعة، وقد كان ذلك في العام 463 هـ، وكان قد عمر في الحياة الدنيا متما 95 عاما فيه.