العظمة
العظمة: بفتح حرف الظاء، هي صفة ترتبط بالشخص الذي يقوم بعمل معيّن، يساهم في تغيير شيء قائم، أو اكتشاف شيء ما يؤثر تأثيراً إيجابياً على الناس، ويسمّى كلّ شخص يتّصف بهذه الصفة (العظيم)؛ لأنّه يقدم شيئاً يحقّق فوائد عديدة للأجيال البشرية القادمة.
ظهر العديد من العظماء في البشرية، وساهموا في صناعة التاريخ، مثل: الأنبياء والرسل عليهم السلام، والعلماء، والأدباء، والمخترعيّن، والمفكريّن، وقدم كلٌ منهم فائدة معينة، استفاد منها البشر في عصرهم، وفي العصور اللاحقة، حتى استحقوا أن تكون أسماؤهم خالدة في صفحات التاريخ، فحرص الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله تعالى إلى البشر، والأقوام التي ذهبوا إليها، إلى هدايتهم، ودعوتهم للإيمان بالله تعالى، أمّا العلماء فعملوا على تقديم النظريات، والدراسات العلميّة التي غيّرت العديد من المفاهيم التي سادت في زمن ما، وساهم الأدباء في إثراء اللغة، بكتاباتهم الأدبية التي احتوت على نصوص متنوّعة المفردات، والمعاني، وكان للمخترعيّن دورٌ مهمٌ في اختراع الآلات والأدوات، التي جعلت الحياة أكثر سهولة، وسرعة؛ لذلك استحقّ كلّ شخص منهم أن يخلّد اسمه في التاريخ، لتتذكره، وتتذكّر إنجازاته جميع الأجيال البشرية.
من العظماء الذين صنعوا التاريخ
يوجد العديد من الشخصيات العظيمة التي ساهمت في صنع التاريخ، وتالياً أسماء بعض منهم:
- الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم: أعظم شخصية عرّفها التاريخ البشريّ، وكلّما تمّ تأليف كتاب عن عظماء الشخصيات في التاريخ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم في صدارة الكتاب دائماً، لما له من تأثير ونتائج كبير في نفوس، وعقول، وقلوب العديد من الناس، فكان صلى الله عليه وسلم خير معلّم لكل من عرفوه وتعلموا منه، وكلّ من سمعوا عنه، أو تعلّموا على يد شخص عرفه، وتحدث معه، واتّصف صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق، فهو الصادق الأمين، والصبور، والكريم في التعامل مع الآخرين قولاً، وفعلاً، وعلى كل مسلم التقيد بالصفات الكريمة للرسول صلى الله عليه وسلم، فهي أساس من أساسات ترسيخ دين الإسلام، ومنهاجه في قلوب الناس، للإيمان بالله تعالى وحده لا شريك له.
- ابن سينا: هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، عالم متخصّص في الطب، والفلسفة، ويعدّ كتابه (القانون) أحد أهم وأشهر الكتب التي كتبت في مجال الطب، ليترجم إلى عدّة لغات في العالم، ويستفيد منه الأطباء في الشرق، والغرب، في علاج و دواء وتطبيب الأمراض المختلفة، وعندما انتشر الكتاب في أوروبا دُرس في جامعاتها لطلاب الطب، وكان المرجع، والمصدر لفحص وتشخيص الحالات المرضية، وظلت بعض مقتطفات من كتاب القانون لابن سينا، تدرس إلى يومنا هذا في كتب العلوم الطبية في الجامعات.
- إسحاق نيوتن: يعدّ من أهم العلماء الذين غيروا مجرى التاريخ، نتيجة لاكتشافه (الجاذبية الأرضية)، والتي بدلت العديد من المفاهيم السائدة عن دوران الكرة الأرضية، وطريقة تحرك الأجسام على سطحها، فتعد نظريته حول جاذبية الأرض اكتشافاً علمياً، ومعرفياً أضاف تطوراً جديداً على مجال العلوم الفيزيائية، وطريقة تأثير ونتائج قوّة جذب الأرض على كتل الأشياء الموجودة على سطحها، لينتج بعد هذا الاكتشاف المميّز قانون للجاذبية، عرف باسم (قانون نيوتن).
- جوناس سالك: عالمٌ ساهم في علاج و دواء الملايين من الأطفال، نتيجة لاكتشافه ( للقاح شلل الأطفال )، بعد عدم نجاح العلاجات المكتشفة سابقاً على أغلب حالات شلل الأطفال، ومن خلال دراسته لأعراض المرض، وتشخيصه لمراحل تطور الفيروس، تمكن من إيجاد العلاج و دواء المناسب له، والذي رفض تسجيله باسمه حتى يظل مجانياً مدى الحياة، ومتاحاً للاستخدام من قبل جميع الناس.
- الخوارزمي: هو محمد بن موسى الخوارزمي، عالم في الرياضيات، ومؤسس علم الجبر، وقد ساهمت أفكاره الرياضية، ودراساته الفكرية إلى اكتشاف (الصفر)، والذي نظم عملية الترقيم، ليشكل إضافة غيرت مجرى الرياضيات في تاريخ العالم، وقد أخذت أوروبا علومه في الرياضيات، وعملت على تدريسها للطلاب حتى وقتنا الحاضر، وسميت علومه باسم (الخوارزميات) نسبة إليه.