عُظماء التاريخ
على مرّ العُصور ظهر أشخاصٌ خَلَّدهُم التاريخ، منهم من قِيل، ومازال يُقالُ عنهم أنَّهم عُظماء لِما حملوه من رسالةٍ هَزَّت العالم، أو لشيءٍ قد اكتشفوه أو اخترعوه، أو لإبداعٍٍ ترك بصمته على حَياة البَشَرِيَّة، وفي بعض الأحيان يُقالُ عنهم أنَّهم عُظماء لحربٍ قد فازوا بها، أو لأرضٍ قد فتحوها، ومنهم من قِيل عنهم أنَّهم طغاةٌ، أو خَوَنةٌ، أو مُفسدون في الأرض، ومن المُهمّ لكي يتقدَّم الإنسان في حياته أن يأخذ نظرةً على حياة الأشخاص الَّذين لولاهم ما كان سيكون لنا حاضرٌ نعيشه، ونَعتَزُّ به، والَّذين بفضل جهودهم جعلوا حياتنا أسهل، وفتحوا لنا الطريق لكي نمشي على خُطاهم، وفيما يلي ذكر لبعض هؤلاء العُظماء.
عُظماء خَلَّدهُم التاريخ
النبيّ مُحمد صلى الله عليه وسَلَم
بالرغم من المُعاناةِ الَّتي مرَّ بها رسولنا الكريم عليه أفضلُ الصلاة وأتمّ التسليم لنشر الدعوة الإسلاميّةِ، إلّا أنَّهُ لم يتوقف يوماً مُنذُ تبليغه هذه الرسالةِ السماويّة، وحتَّى مماتهِ عن الدفاع عن هذا الدينِ، وأُمَّته، وضَرَب لنا الكثير من الأمثلة عن التسامح، والصّدقِ، والأمانةِ، وحُبّ اللهِ، وحُبّ الغير، وغيرها من الأخلاق العُليا، فكانت سيرتهُ النبويّة، وما زالت مرجعاً لكافَّةِ المُسلمين.
عُمر بن الخطاب
يُعرف الصحابيّ الجليل عُمر بن الخطاب بالفاروق؛ فقد كان يُفرّقُ بين الحقّ والباطل، وكان مشهوراً بالعدل، ولم يكن يُفرّق بين المُسلم، وغير المُسلم في ذلك، وكان رضي الله عنهُ ثاني الخُلفاء الراشدين، وقد كبُرت الدولة الإسلاميّةُ في عهده فوصلت إلى العراق، والشام، ومصر، وليبيا، وبلاد فارس وغيرها، ودخلت القُدسُ في عهده تحت حُكم الدولة الإسلاميّة، وقد أسّس عُمر بن الخطاب التقويم الهجريّ، ويُعدّ من أكثر قادة العرب، والمُسلمين تأثيراً في تاريخ المُسلمين.
غاندي
يُعدُّ مهاتما غاندي أبو حركة الحُريةِ في الهند، وقد اعتمد غاندي على اتّباعِ الطُرقِ البعيدةِ عن العُنف لمُحاربةِ الظُلم، وقد أطلَقَ على طريقته هذه اسم ساتيجارا Satyagraha، وأمضى غاندي عشرين عاماً في جنوبِ أفريقيا وهو يُحارب العُنصريّة، وثُمَّ أمضى ما تبقّى من حياته في مُحاربةِ حُكم بريطانيا للهند، وكما كان يُحاولُ تحسين حياة الفُقراءِ فيها.
ابن البيطار
يُعرف ابن البيطار باسم ضياء الدين المالقي، وذلك نسبةً إلى المدينة الَّتي ولد فيها في الأندلس، وتعود تسميته بابن البيطار لوالده الَّذي كان يُعرف بكَونهِ طبيباً بيطريّاً ناجحاً، أمّا بالنسبة له فقد أصبح ابن البيطار من الخُبراء في الصيدلة، وعلوم النباتات، ليكون من أكثر عُلماء النباتات عظمةً في القرون الوسطى، حيثُ كتب موسوعةً تتعلقُ بكيفيّة تركيب الأدويّةِ والغذاء، وأورد ذكرَ حوالي ألفٍ وأربعمئةِ نبتة ذات أغراضٍ طّبيّةٍ، إضافةً إلى ذكرِهِ ثلاثمئةِ نبتةٍ لم يكن يعرفها أحدٌ غيره، وذكرَ أيضاً طريقة تركيب بعض الأدوية، والمرض الَّذي تُعالجه، والجُرعةِ اللَّازمةِ منها.
نيوتن
كان إسحاق نيوتن من أبرز عُلماء الإنجليز، وبرزت إنجازاته في مجالاتٍ مُتعدّدة ومنها الرياضيّات، والفيزياء، والفلك، فقد وضع قوانين الجاذبيّة والَّتي أتت فكرتها له بفعل التُفاحة الَّتي سقطت من الشجرةِ الَّتي كان يجلس أسفلها، وكما وضع أيضاً قوانين الحركة، واستطاع أن يُثبت صحّة نظريّة مركزيّة الشمس، وكما قام بصُنع مِقراب عاكس، ليكون أول شخصٍ يصنعُ مِقراباً عمليّاً، إضافةً إلى العديد من النظريّات الأخرى.
أديسون
يُعتبّر توماس أديسون من المُخترعين العُظماء في التاريخ، فقد سجّلَ المئات من براءات الاختراعات في الولايات المُتحدة الأمريكيّة، وألمانيا، وفرنسا، ويُعرف أديسون باختراعه المِصباح الكهربائيّ، كما أسّس نظاماً لتوليد الطَّاقةِ الكهربائيّة، وتوزيعها. وطوّرَ جهاز الفونوغراف، وغيرها، وهو أول من أنشأ مُختبراً للأبحاث الصناعيّة، وقد عُرف عنهُ أنَّهُ من أكثر المُخترعين المُنتجين عبر التاريخ.