يسعى الجميع باستمرار إلى تطوير قدراتهم لتتناسب مع الأعمال التي يقومون بها ومن أجل الوصول إلى أعلى مستوى من الفعالية والإبداع، كما أنّ جميع الآباء والأمهات يهتمون بتطوير قدرات أبنائهم وخاصة من النواحي الدراسية والعقلية وتطوير ما يعرف بالذكاء.
وقبل البدء بالتحدث عن طرق ووسائل تطوير الذكاء يجب معرفة تعرف ما هو الذكاء، فالذكاء هو القدرة على التحليل والتفكير واستخدام القدرات العقلية المختلفة من أجل حل المشاكل وعيوب التي نواجهها والوصول إلى احسن وأفضل الحلول الإبداعية، وقد قسم العلماء الذكاء إلى عدة أنواع فمن الخاطئ أن يهتم جميع الآباء بالنواحي العلمية لدى الأبناء فالأطفال يختلفون بأنواع ذكائهم فهنالك الذكاء اللغوي والمنطقي والموسيقي والجسدي والعاطفي وغيرهم.
وبعد اكتشاف نوع الذكاء التي ينتمي له الشخص وأن يكون مستمتعاً به وبالعمل الذي سيقوم به يجب التمرين بإستمرار عليه فقد أظهرت الدراسات أنّ جميع من نراهم اليوم في قمّة العبقرية والذكاء قد استمروا بالتدريب المستمر حتى وصلوا إلى قمة الإبداع والإتقان الذي نراهم عليه في يومنا هذا، وقد أجرى العلماء بعض الدراسات على بعضٍ من الناجحين من مختلف المهن كالعلماء والموسيقيين والرياضيين فأظهرت هذه الدراسات أنّ نجاح هؤلاء الناس لم يبدأ إلّا بعد تدريبهم لمدة لا تقل عن عشرة آلاف ساعة من التدريب اليومي على جانب الذكاء الذي يتمتعون فيه فكما يقولون أنّ الذكاء.
ولا يكفي التدريب المستمر وحده فكما أنّ العضلات في الجسم لا تنمو إلا إذا تمّ تحفيزها باستخدام أوزان أعلى وتدريبات أصعب فإنّ العقل كذلك لن ينمو إإلا بتعريضه لمشاكل وعيوب جديدة في الجانب الذي تريده ومع كل مشكلة يقوم العقل بحلها تزيد قدراته بشكل ملحوظ وهذا ما يعطي بعض كبار السن الذكاء الذي يملكونه في الحياة العامة وهو حجم المشاكل وعيوب الذي تعرضوا لها في حياتهم أو أننا نرى في بعض الأحيان بعض الأطفال أو الشباب الذين يكون ذكاءهم في الحياة العامة أكبر بكثير من معظم المتعلمين وهذا يرجع لحجم المشاكل وعيوب التي عانوا منها في حياتهم بسن مبكر.
والذكاء بالعادة مرتبط أيضاً مع الخيال بشكل كبير فيقول آينشتاين:" العلامة الحقيقة للمعرفة ليست المعرفة بل الخيال"، فكما أنّ المعرفة هي التي تعطينا الطرق ووسائل لحل المشاكل وعيوب والأساسيات للتعامل معها فإنّ الخيال هو الذي يفتح لنا العاديد من الأبواب والآفاق من أجل حل هذه المشاكل وعيوب وهو الذي يتيح لنا أيضاً الوصول إلى الحلول الإبداعية التي نريد الوصول إليها على الدوام.
وفي النهاية أود أنّ أشير إلى واحد من أهم السبل لتطوير المعرفة والخيال والتعلم من خبرات الآخرين وهي التي تتيح لنا القدرة على تطوير مستوى الذكاء بشكل كبير ألا وهي القراءة فالقراءة هي واحد من أنجح الطرق ووسائل للوصول إلى الذكاء الذي نريده بمختلف نواحي الحياة.