التعاملات الإجتماعية تعتبر الأهم في حياة الإنسان ، و هي بشكل كبير مرتبطة بقدراته الصحية و العقلية ، حيث تتأثر التعاملات و العلاقات الإجتماعية بالقدرة الذهنية للشخص ، و بالقدرة الصحية التي تمكنه من حرية الحركة و النشاط البدني الذي يكون مطلوباً في العديد من المواقف . و تتأثر تلك العلاقات في ذات الوقت بنفس العاملين ، إذ أن العلاقة بين الشقين لا يمكن القول بأن أحدهما يفضي إلى الآخر بشكل مطلق ، و لكن كل حالة اجتماعية و شخصية يتم التعامل معها و فهمها على حدة بحسب المعطيات البيئية و النشأة و التكوين الذهني و البدني . و كل تلك التفاعلات السابقة تؤثر في ثقة الإنسان بنفسه و بقدراته ، فيكون العديد من الأشخاص غير واثقين من أنفسهم ، و الكثير يثقون بذواتهم بشكل مفرط ربما أكبر من المطلوب ، لذا فمن المهم العمل على تقنين مسالة الثقة بالنفس و عدم الإفراط أو التفريط فيها .
من أهم عوامل الثقة بالنفس في المجتمعات البشرية النشاط الفكري لدى الشخص ، فكلما كان الفرد يتمتع بمواهب و قدرات ذاتية تميزه عن الآخرين تزداد ثقته بنفسه و بالتالي تزداد نسبة تعاملاته الناجحة مع المجتمع من حوله . و لتعزيز ذلك العامل لدى الفرد يجب إدراك المواهب الكامنة فيه و التي تميزه عن غيره ، حيث أن كل الأشخاص لديهم مواهب مختلفة بغض النظر عن تطلعاتهم الشخصية ، فهناك العديد من الأشخاص يتمتعون بمواهب فائقة في العمل اليدوي و المشغولات اليدوية بينما يتطلعون إلى العمل و التميز في المجالات الذهنية ، هنا يجب التفريق بين مجال العمل و بين الموهبة ، فالموهبة و التميز فيها هي الطريق لزيادة الثقة بالنفس و تخطي الصعاب و عدم الإهتمام للإخفاقات التي يمكن أن يتعرض لها كل شخص .
أيضاً إلى جانب العمل على إبراز المواهب و تطويرها ، يجب العمل على تنمية العلاقات الإجتماعية و إيجاد دوائر من الأصدقاء لديهم نفس الإهتمام الفكري و يمارسون أنشطة قريبة من التي يقوم بها الفرد ، في وسط تلك الدوائر من الصداقات يمكن للشخص أن يشعر بالحرية أكثر و يستطيع أن يعبر عن نفسه بشكل احسن وأفضل ، مما يزيد من قدرته على التفاعل مع الدوائر الأكبر في المجتمع بشكل ناجح . و من احسن وأفضل الأشياء التي تكمن الشخص من تطوير الثقة بالنفس في كلا من الإتجاهين ، تنمية الثقافة و القدرات التفاعلية عن طريق القراءة في مجالات عديدة من أجل الحضور القوي في أغلب المناقشات .