الخوف غريزة أساسية نشأت عند الإنسان منذ آلاف السنوات، يقول العلماء بأن الخوف كان أحد الما هى اسباب التي أدت إلى نجاة الإنسان في العصور القديمة وحفزت قدرته على التطور في استخدام الأدوات، وابتكار الوسائل التي تعمل على حمايته من الحيوانات المفترسة، والتقلبات المناخية، والهجوم من البشر الآخرين في حالات الإغارة. والخوف الغريزي عند الإنسان المعاصر يساعد على التنبيه من المخاطر لتفاديها، وليس من الطبيعي أن يوجد إنسان لا يخاف.
مشكلة الخوف
يمثل الخوف بالصيغة السابقة حالة غريزية طبيعية كباقي الغرائز لدى البشر، أما في العصر الحديث فإن مخاوف الإنسان تغيرت لتصبح أكثر عمقا وضبابية، فأصبح يخاف من الخيانة في التعاملات مع البشر، أو يخاف من الوحدة رغم وجود أشخاص مقربين منه. ويمكن أن تؤدي تلك المخاوف مهما تنوعت إلى تأثيرات واضحة على تصرفات الإنسان وعلى حياته الصحية بالسلب؛ لذا فمن المهم العمل على الانتهاء والتخلص من المخاوف أولا بأول من أجل حياة أفضل.
علاج و دواء الخوف
- بما أن الخوف غير المبرر حالة مرضية نفسية؛ فإن العلاج و دواء الاحسن وأفضل له هو باتباع الوسائل النفسية التي نجد في مقدمتها عملية الاعتراف بالمشكلة، ويجب أن يكون ذلك الاعتراف تفصيليا وواضحا بلا تجميل أو مواربة، ودون جلد للذات أيضا، فليس من المطلوب أن يتهم الشخص نفسه بأي شيء، ويمكن تخصيص دفتر لكتابة الاعترافات والأفكار حول المخاوف ووضعه في مكان أمين ليكون بمثابة عملية تفريغ مستمرة وانطلاقة للتخلص من تلك المخاوف.
- تنمية الثقة بالنفس هي الخطوة التالية في عملية الانتهاء والتخلص من الخوف، حيث يجب على المرء ممارسة أنشطة تنمي ثقته بذاته كالرياضات البدنية أو التعمق في هواية والتميز فيها، كذلك من المهم للغاية تجنب الأفعال والأشخاص الذين يسببون اهتزاز الثقة بالذات باعتبار ذلك نصف الطريق لتنمية تلك الثقة.
- التواصل مع أشخاص جدد مفيد للغاية في الانتهاء والتخلص من المخاوف الخارجية والداخلية على السواء، حيث يمكن ببساطة العمل على البدء من جديد وتجاوز تلك الأمور التي تسبب الخوف والتي يمنع الشخص عن تجاوزها بشكل كبير الاعتياد على الظهور والتفكير بشكل معين في حضور أولئك الأشخاص.
- أهم ما يمكن الوصول إليه بعد ذلك هو المواجهة، حيث يجب أن يأتي الوقت الذي يتخلص فيه المرء من تلك المخاوف إلى غير رجعة، أحد أبرز الأساليب التي يمكن اتباعها هو السخرية من ذلك الشيء الذي يسبب الخوف والتقليل من قيمته وقدرته على الإيذاء بشكل فعلي، ويمكن الاستعانة بوجود أحد الأشخاص المقربين حتى وإن كان لا يعلم المهمة المنوطة به، والتي تتمثل فقط في وجوده لأول مرة يتم فيها تجاوز ذلك الحاجز.