الخوف هو من المشاعر الإنسانية الموجودة بفطرته البشرية التي تولد معه، و هو أيضاً يعتبر من المشاعر الإنسانية المحفزة، التي هي ضرورية و لكن في حدودها الطبيعية، حيث أن الخوف من شئ معين ضمن الحدود الطبيعية لذلك يعمل على جعل الإنسان يتفادى المخاطر الناجمة و الآثار عن عدم إتقان العمل، أما إن زاد الخوف عن حدوده الطبيعية فإنه ينقلب إلى عالة على الإنسان، يمنعه من تحقيق آماله و طموحاته، و يمنعه من ممارسة الأشياء الجميلة في هذه الحياة، و من هنا يجب على الإنسان العمل جاهداً على تخليص نفسه مما يسمى الخوف، حتى يستطيع الاستمتاع في الحياة بأقصى درجة ممكنة.
و من هنا فطرق ووسائل التغلب على الخوف تكون أولاً بعدم السماح للأفكار السلبية بأن تسيطر و تطغى على العقل، فهذه الأفكار هي التي تسبب الخوف من الأشياء و هي التي تمنع الإنسان من ممارسة عمل ما، لهذا فهذه الأفكار خطرة على العقل البشري، وعلى الإنسان، و من هنا يجدر بنا محاولة الانتهاء والتخلص من الأفكار السلبية تجاه شيء معين أولاً.
ثانياً يتوجب على من يحيطون بالإنسان عدم تكريس فكرة الخوف هذه عنده، و كم أجرمت المجتمعات العربية تحديداً في تكريس فكرة الخوف عند الإنسان منذ صغره، مما جعل الأفكار السلبية تكبر معه، و تصبح جزءاً من شخصيته يصعب عليه عندها أن يتخلص منها مهما فعل. لهذا يجب على الأهل عدم تخويف أطفالهم من أي شئ، أو بث الرعب في قلوبهم، و تشجيعهم على عمل ما يخافون منه حتى يتخلصوا من هذا الخوف.
ثالثاً إذا أراد الإنسان فعلاً أن يتخلص من خوفه فعليه أن يستجمع كل قوته و يفعل الشئ الذي يخاف منه بدون تفكير مسبق بالنتائج، و هذه العملية تعرف بكسر حاجز الرهبة، فالخوف مهما كان مستعصي عند الإنسان و مهما كان مستفحل، فإنه بمجرد كسر حاجز الخوف الرهبة، سيتضح للإنسان أن هذا الأفكار السلبية التي كانت تراوده تعرف على ما هى إلا مجرد أوهام في رأسه، الجميل في الموضوع أنه وبعد أن يصبح الامر الذي كان يسبب له رعباً حقيقياً شيئاً اعتيادياً و يتذكر كيف كان يرتعد لمجرد التفكير في هذه الشئ فإن شخصيته ستقوى تلقائياً و سيزداد التفاؤل عند الإنسان.
في النهاية فالخوف هو العائق أما التقدم والنجاح والازدهار، وهو ما يمنع الإنسان من الوصول إلى مبتغاه، أما إذا كان الخوف ضمن الحدود المعقولة فهو يعمل عمل المحفزات التي لا استغناء التي تدفعه للتقدم والنجاح.