التدخين
يعتبر التدخين مضرّاً ومدمراً للصحّة، لذلك يحاول الكثير من النّاس الإقلاع عنه ولكنّهم لا يستطيعون ذلك، أو من الممكن أن نقول بأنّهم حاولوا كثيراً، ولكنّهم بعد فترة من الزمن عادوا إليه، ويعود ذلك إلى المواد الموجودة في الدخّان مثل: مادة النيكوتين التي تجعل لدى الشخص إدماناً على الدخان.
كما يعدّ التّدخين حالة يجب على الإنسان السّيطرة عليها، ولكن من المؤسف حقاً أنّ التأثير ونتائج الإدماني على المدخّن عادةً ما يتغلّب على إدراكه اليقيني بالمضاعفات الخطيرة والقاتلة.
نتيجةً لما سبق ذكره يصبح الدّخان ومادّة النيكوتين المتواجدة فيه مادّة علاجيّة لروح الشّخص المدخّن؛ فيصبح معتمداً بشكلٍ كليّ على النيكوتين لملء الفراغ النّاتج عن غياب الدّوافع الروحيّة، ويصل تأثير ونتائج جرعة النيكوتين إلى المخ في خلال 7 ثوانٍ فقط من استنشاق الدّخان، ليبدأ المخ فوراً في إفراز العديد من المواد الّتي تؤدّي في النهاية مع استمرار التدخين إلى الإدمان.
عندما يتوقّف المدخّن عن التدخين لفترة ما فإنّ مستوى هذه المواد في الدّم يبدأ في التغيّر، وبعد ذلك يبدأ الشّخص بالتوتّر، ويصبح لديه ضعفٌ بالسّيطرة على أعصابه، ويشعر بنقصٍ حاد فيحتاج إلى تعبئة هذا النّقص، ولذلك فإنّ التدخين يصبح حاجة للمدخّن، وليس كما يقول البعض لتغيير المزاج أو للتّرفيه عن النفس.
طرق ووسائل الإقلاع عن التّدخين
هناك طرق ووسائل عديدة يستخدمها المدخن للإقلاع عن التدخين ومنها ما يلي:
الانقطاع المباشر عن التدخين
وهي الطّريقة المفضّلة من طرق ووسائل الإقلاع عن التدخين، ويكون ذلك بالتوقّف نهائيّا عن التّدخين؛ حيث يتخلّص الجسم تماماً من النيكوتين خلال 48 ساعة، وتبدأ أعراض الانسحاب في الظّهور، لتبلغ ذروتها خلال الـ 72 ساعة الأولى من التوقّف، ثمّ تنتهي أعراض الانسحاب خلال أسبوعين، ويتبقّى عليك بعد ذلك المحافظة على الاستمرار في الإقلاع وإلى الأبد، مع التخلّص تدريجيّاً من الإدمان النّفسي على التدخين.
الانقطاع غير المباشر عن التّدخين
وهي الطّريقة الأخرى التي يمكن للمدخّن اتّباعها إذا لم يستطع الابتعاد مباشرة، فإذا كان يدخّن في اليوم مغلفاً من الدخان، فإنّه يستطيع التّخفيف من عدد السّجائر إلى أن يقلّ العدد عن سيجارة أو سيجارتين في اليوم، ثمّ يستطيع أن ينقطع بشكلٍ كامل.
الاطّلاع على مضار الدخان
فعندما يعلم المدخّن بمضار الدخان والأمراض النّاتجة عنه تبدأ لديه الرّغبة بالابتعاد عن الدخان؛ فكثير من الاشخاص يكرّرون نفس الجملة "أنا أدخن من زمن بعيد ولم يحدث أيّ شيء"، ولكن لو أنّه يرى المضار بنفسه والأشخاص الّذين تضرّروا بسبب الدّخان سيحاول الابتعاد عن الدخان حتّى لو استغرق فترةً من الزّمن.
ممارسة الرّياضة
ويتم ذلك عن طريق الذّهاب إلى نادٍ رياضي مع الأصدقاء، وحتّى لو ذهب وحده فهناك أشخاص بالنّادي سيقومون بدعمه، فعن طريق ممارسة الرياضة يقوم بالتخلّص من السّموم الموجودة في جسده وفي دمه عن طريق تحريك الدّورة الدمويّة، وتنشيط الرّئتين وعندما تصبح لدى الشخص لياقة جيّدة فإنّه يستطيع محاربة الدخان، وتصبح صحّته أفضل، ويصبح لديه محفز جيّد للابتعاد عن الدخان؛ فالرّياضة تتعارض مع التدخين، فلذلك يبدأ بالابتعاد عن الدخان لكي يستطيع ممارسة الرياضة بشكل ممتاز.
يحاول الكثير من النّاس الإقلاع عن التّدخين باستعمال الأدوية أو اللاصقات أو العلكة الخاصّة بالتّدخين، فلا أقول إنّها طرق ووسائل غير صحيحة ولكن هذه طرق ووسائل تساعد على الإقلاع عن التّدخين، ولكنّها لا تمنع التّدخين نهائيّاً؛ فالتّدخين حالة نفسية إن لم يقتنع الشخص بالإقلاع عنه فلن تساعده هذه المواد.