بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد،
التدخين هو من العادات السيئة التي تنتشر كثيراً بين أوساط الرجال. ولهذا التدخين أضرارٌ كثيرة جداً، وتكاد لا تحصر. وسنحاول في هذا المقال أن نعدد شيئاً منها، ونتكلم عنها بإيجاز، لعل أولئك المدخنين يَتَّعِظُون قليلاً بعد قراءة هذا الكلام، فتكون هذه الكلمات وعبارات تكون سبباً في إقلاع الكثير منهم عن التدخين. وسنبدأ بالكلام عن الأضرار الصحية للتدخين، وننتقل إلى الأضرار المادية، وننتهي بالأضرار الدينية. ونحن عندما نتكلم عن التدخين، لا نعني بهذا الكلام فقط تدخين السجائر، بل نعني كل أشكال وصور التدخين، كتدخين السجائر، والأرجلية (الشيشة)، وغير ذلك، فكلمة (التدخين أو الدخان) هي كلمة جامعة لكل هذه الأشكال والصور. وبصراحة، أتعجب كثيراً من الذي يقول: (أنا لا أدخن، ولكن أشرب الأرجيلة)! وكأن تلك الأرجيلة اللعينة ليست صورة من صور التدخين! ربما يظن الذي يقول هذا الكلام أنه بتدخينه للأرجيلة يكون أحسن حالاً ممن يدخن السجائر، ولكن هذا وَهْم، فالسجائر والأرجيلة وجهان لعملة واحدة، بل إن الأرجيلة أشدٌ ضرراً من السجائر، فكما يقول الخبراء: تدخين الأرجيلة لمدة ساعة يعادل تدخين مئة سيجارة!
إن الأضرار الصحية للتدخين كثيرة جداً، ونذكر منها:
وكل هذه الأمراض والأضرار الصحية تسببها المواد التي يتكون منها الدخان، وقد أوصل بعض العلماء تلك المواد إلى خمسمئة مادة! وأكثرها مواد بترولية وسموم وغازات، ومن أشهر تلك المواد:
أما الأضرار المادية للتدخين فلا تخفى على أحد، فالتدخين فيه تبذير وإضاعة للمال فيما يضر ولا ينفع مطلقاً.
إذا كان التدخين فيه كل تلك الأضرار الصحية والمادية التي سبق ذكرها، فلا شك ولا ريب أنه محرمٌ في الإسلام، إذ أن الإسلام ينهى عن الإضرار بالنفس، وإلحاق الضرر بالآخرين، فضرر التدخين ليس قاصراً على المدخن فقط، وإنتعرف ما هو ضرر متعدٍّ إلى من حوله ممن يجالسونه ويخالطونه. كما أن الإسلام ينهى أيضاً عن إضاعة المال وتبذيره. وحرمة هذا التدخين أمرٌ متفق عليه بين العلماء الثقات. فالتدخين من الأمور التي تضر في دين المسلم، فهو من المعاصي والمحرمات التي لا يجوز اقترافها.
بصراحة، لم أَجِدْ أحداً من المدخنين الذين عَرَفْتُهُم يشعر بالسعادة والرضا على كونه مدخناً، فكلهم نادمون على تلك الساعة التي جربوا فيها التدخين لأول مرة؛ وذلك لأنهم لمسوا تلك الأضرار التي تكلمنا عنها سابقاً. فاعتبروا يا أولي الألباب.
وبعد كل ما تقدم من الكلام، لا شك أن الإقلاع عن التدخين فوراً هو ما يتوجب على كل مدخن أن يفعله. وأتمنى ألا يكون المدخن الذي يقرأ هذا الكلام كمن قيل فيه هذا البيت من الشعر:
- لقد أَسْمَعْتَ لو ناديتَ حَيًّا *** ولكن لا حياة لمن تُنَادي