التدخين
أصبح التدخين أحد الأمور القاتلة، والتي تؤرقُ مضاجع الحكومات والدول، فللتدخين آثاره السلبية التي لا تعدُّ ولا تحصى، والتي لا يمكن لأي موضوع إبرازها في بضعة من الكلمات؛ لما يسببه من الأمراض الكثيرة التي تؤدي إلى الوفاة، وإلى تدمير مستقبل المدخن والمحيطين به من أسرته، والتي تتأثّر بالغ الأثر من التدخين وآثاره السلبية المدمرة.
يعتبر البعض في مجتمعاتنا العربية أن التدخين هو أحد مظاهر الرجولة والشخصية القوية، وهذا يعود إلى تقليد الشباب لآبائهم، الذين يقومون بإشعال السيجارة أمام أعينهم غير عابئين بهم، مما يؤدي إلى حب الاستطلاع لدى الأبناء لمعرفة هذا الأمر والقيام به، ولكن لو تحدثنا مع الذين كانت السيجارة رفيقة دربهم لسنوات عديدة، فإننا سنعلم كمية الندم التي لديهم بسببها، والتي أهدرت الكثير من صحتهم وأموالهم.
ما هى اسباب التدخين
هناك الكثير من الما هى اسباب التي تدفع بالإنسان إلى التدخين، وخاصة لدى فئة الشباب والمراهقين، وهذه الما هى اسباب كالتالي:
- الظهور بمظهر الرجولة خاصة لدى الشباب المراهقين، الذي يحاولون تقليد أبائهم في تصرفاتهم.
- التسكع مع بعض الأصدقاء السيئين الذين يدفعون الإنسان إلى هذه العادة السيئة.
- الفضول والتجربة، فالبعض قد يقوم بممارسة هذه العادة بسبب الفضول الذي يعتريه باستطلاع الأثر الذي يتركه التدخين في نفس الإنسان.
- الاستهتار بالمخاطر والأضرار الكبيرة التي يجلبها التدخين على الإنسان.
- بيع علب الدخان في المحلات بشكل كبير، دون قيود أو رقابة من الحكومات على عملية البيع، حتى وصل الأمر في بعض الدول العربية إلى بيع السجائر بالسيجارة وليس بالعلبة.
- عدم تشريع السن القانوني لبيع علب الدخان، فيجب -كتعرف ما هو معروف في أغلب دول العالم المتقدمة- عدم بيع علب الدخان لمن هم دون 18 سنة.
الآثار السلبية للتدخين
آثاره على الجهاز الهضمي
- الرائحة الكريهة التي تكون في الفم.
- التدخين يؤدي إلى إصابة المدخن بسرطان اللسان والفم.
- التدخين يؤدي إلى عسر الهضم، والإصابة بقرحة المعدة والاثني عشر.
- قد يؤدي التدخين إلى الإصابة بخلل في حاسة التذوق.
آثاره على الجهاز التنفسي
- يسبب التدخين سرطان الرئة.
- يسبب التدخين ضيق التنفس، وانتفاخ الرئتين.
- يسبب التدخين الالتهاب في الجيوب المتصلة بين الرأس والأنف.
- يسبب التدخين السعال، وأمراض الرئة المزمنة.
آثاره على الدم والجلد
- يسبب التدخين تخثر الدم.
- يؤدي التدخين إلى انخفاض عملية التبادل الغازي بين أجهزة الجسم المتعددة والرئتين.
- يؤدي التدخين إلى تغير لون الجلد الطبيعي وبعض الترهلات، وربما تشققات في بعض أجزاءه، والتأخير في شفاء الجروح.
آثار التدخين لا تعد ولا تحصى، فله أيضاً الكثير من الآثار السلبية على الجهاز الليمفاوي والجهاز العصبي والقلب والشرايين، وله أيضاً تأثيراً على الجهاز التناسلي، فقد يمنع إدرار البول، والسؤال هنا: ماذا لو أردنا الانتهاء والتخلص من هذه العادة السيئة؟
تنظيف الرئتين من آثار التدخين
لكي يتم تنظيف الرئتين من آثار التدخين يجب علينا قبل كل شيء الإقلاع تماماً عن التدخين، حتى يتم البدء بتنظيفهما، وترك هذه العادة السيئة يحتاج منا الإرادة والعزيمة، التي لا تضعف أمام إدمان التدخين الذي يتملك المدخنين، والذي يسيطر على نفوسهم، فمن المعروف عند الأطباء أن الجسم يقوم بتنظيف نفسه بنفسه، ولكن الأثر الذي يتركه التدخين في الرئتين لا يستطيع الجسم أن يقوم بإزالته بين عشية وضحاها؛ بسبب الكم الكبير من القطران والنيكوتين الذي يتركه التدخين في جسم الإنسان وبخاصة الرئتين. هذه الصورة إحدى الصور التي يتحدث الأطباء من خلالها عن الأثر الذي يتركه التدخين على الرئتين، فعلى اليمين رئة الإنسان غير المدخن، وهي ذات لون طبيعي، وعلى اليسار رئة الإنسان المدخن، وهي ذات لون أسود من أثر التدخين.
طرق ووسائل تنظيف الرئتين
- تنظيف الرئتين من خلال الطعام والشراب: بعض الأطعمة لها أثرٌ بالغ في تنظيف الرئتين من آثار التدخين، ومن ذلك أن نحرص على تناول أكثر من كوب من عصير الليمون قبل تناول وجبة الإفطار، فعصير الليمون يساعد على تنظيف الرئتين وتجديد نفسيهما، وينبغي شرب كوب واحد من عصير الجزر يومياّ، فالجزر يحتوي على كمية كبيرة من فيتامين (أ) المساعد في عملية التنظيف، وتناول الخضار، مثل: السبانخ، والكرفس، والبقدونس، التي تحتوي على البوتاسيوم، الذي يعد من أقوى المعادن في إزالة السموم من الجسم وتطهيرها، وأيضاً الإكثار من تناول الثوم والبصل الذين يساعدان كثيراً في الانتهاء والتخلص من السموم في الرئتين.
- الكبد: هذا الطعام لم نذكره مع الأطعمة الأخرى؛ لما له من أثر عظيم في عملية تنظيف السموم، فقد أثبتت بعض الأبحاث العلمية أن الكبد يحتوي السيلينيوم، وهذا المعدن له أثرٌ كبير في تنظيف الرئتين من السموم، وحمايتهما من الأورام بفعل الخصائص التي يتمتع بها، والتي تقوم بمحاربة الأكسدة.
- تنظيف الرئتين من خلال الاستحمام: يساعد الاستحمام بالماء الساخن على خروج العرق، وهذا العرق يكون مصحوباً بالسموم التي تقوم الرئتان بتنظيفها، ويفضل أن يحاول الشخص البقاء لمدة عشرين دقيقة أو أكثر في حمام ساخن؛ للمساعدة على إفراز العرق بشكل أفضل.
- ممارسة الرياضة: إنّ ممارسة رياضة المشي أو الجري لأكثر من نصف ساعة يومياً يساعد بشكل كبير على تنظيف الرئتين، وخاصة إذا تم ممارستها في ساعات الصباح الباكر التي تحتوي على كمية من الهواء النقي؛ مما يساعد كثيراً على إدخال الهواء النقي، وإفراز العرق الذي يحتوي على الكثير من السموم التي تقوم بتنظيفها الرئتان.
- شرب الماء: إن شرب كثير من الماء يساعد على تنظيف الرئتين، وإخراج السموم منهما، ويفضل أن يشرب الإنسان على الأقل لترين من الماء.
التدخين السلبي
التدخين السلبي هو استنشاق دخان السجائر المنبعث في الهواء، والذي يتناوله الأشخاص الآخرون، فالتدخين لا يؤثر على المدخن فقط، وإنما يصل تأثيره إلى المحيطين به من أسرته وأبنائه، ويحذر الأطباء من آثار هذا التدخين على صحة الأطفال بشكل خاص؛ لأنهم أكبر المتأثرين بهذا النوع. وتحتوي السيجارة الواحدة على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها 50 مادة تعتبر أحد مسببات السرطان، وهناك الكثير من المخاطر على صحة الحامل التي تتعرض للتدخين السلبي، ومنها: زيادة خطر الإجهاض، وموت الأجنة، وقلة وزن المولود عند الولادة، ومخاطر الموت المفاجئ للطفل، وهناك العديد من المخاطر التي تصيب المحيطين بالمدخن، مثل: زيادة احتمالية الإصابة بالجلطات، وأمراض القلب، وأمراض وتصلّب الشرايين، والسكتات الدماغية التي يكون سببها الرئيسي التدخين، واحتمالية الإصابة بأمراض الربو.
يجب على المدخن التخلي عن التدخين، فهذا هو الحل الأمثل للابتعاد عن الأمراض التي يسببها التدخين سواء كان سلبي أو غير سلبي، ولكن إذا كان المدخن لا يقدر على الابتعاد عن هذه العادة، إذا يجب عليه أن يحاول أن يجنب المحيطين به الأضرار الناجمة عن هذا التدخين، ومن هذه الطرق ووسائل الآتي:
- تجنب التدخين في المنزل؛ لأنه يُعتبر مكان مغلق لا يخرج منه الدخان بسهولة.
- الابتعاد عن التدخين في وسائل النقل والمواصلات العامة أو الخاصة.
- عدم اصطحاب الأطفال إلى أماكن التدخين المعروفة.
- التدخين بالقرب من النوافذ والأماكن المفتوحة.
