شعراء المهجر هم مجموعة من الشعراء والأدباء العرب عاشوا وألفوا كتابات أدبية ونظموا العديد من القصائد عن البلدان التي هاجروا إليها واستقروا فيها، وأطلقوا عليهم شعراء المهجر وهم في الغالب نخبة مثقفة من أهل الشام خصوصا من سوريا ولبنان، قرروا الهجرة إلى الأمريكيتين (الشمالية والجنوبية) ما بين الفترة 1870م وحتى منتصف 1900 م، وشعراء المهجر أطلق عليهم آنذاك الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية.
تعود بداية ظهور شعراء المهجر إلى القرن التاسع عشر، فقد كانت الأندلس (إسبانيا) حاليا هي المكان الحاضن للجماعات القادمة من البلاد العربية مثل لبنان أو سوريا تهربا من ظلم الأتراك، وطلبا للرزق أيضا، كما كان لبعض الشبان المهاجرين آمال وطموحات تحلم بمزيد من الحرية والرغبة في الاستفادة من الفكر المستنير والخيال الخصب، حيث كانوا هؤلاء أحرارا مثقفين وواعين رافضين لسياسة الأتراك الظالمين المستبدين وطامعين بالرغبة في الاكتفاء والاستقلالية.
فئات شعر المهجر
- أدباء المهجر الشمالي: وهم الشعراء العرب الذين هاجروا من بلاد الشام إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى مناطق أخرى من أمريكا الشمالية، وهم الرابطة القلمية التي تأسست عام 1920 برئاسة الشاعر جبران خليل جبران ورفاقهم وهم : نعمة الله الحاج، أمين الريحاني، جبران خليل جبران، ايليا أبو ماضي، ميخائيل نعيمة، نسيب عريضة، عبد المسيح حداد، رشيد أيوب، ندرة حداد، ليث سعيد اغريب. وقد انتشرت كتابات وأشعار أعضاء الرابطة القلمية بسرعة كبيرة بين المثقفين ومحبي الشعر في العالمين العربي والأمريكي، نظرا لما كانت تتمتع به من عذوبة الألفاظ وأساليب متطورة وجميلة في الكتابة.
- أدباء المهجر الجنوبي: وهم الشعراء العرب الذين هاجروا من سوريا ولبنان إلى أمريكا الجنوبية كالبرازيل، والأرجنتين، والمكسيك، وفنزويلا، وهو العصبة الأندلسية وأبرز أعضائها هم: فوزي معلوف، اسكندر كرباج، ميشيل نعمان معلوف، شفيق المعلوف، رشيد سليم، الياس فرحات، شكر الله الجر، عقل الجر، جرجس كرم، توفيق قربان، مهدي سكافي، نضير زيتون، ايليا أبو ماضي، عمرعبيد، يارا الشلهوب.
وتشترك كل من فئة شعراء المهجر الشمالية والجنوبية في نفس الصفات والخصائص، وقد ظهرت الفئتين في نفس الفترة تقريبا التي بدأت من أوائل القرن العشرين وتحديدا مع الحرب العالمية الأولى والتي امتدت من 1914م-1918م، والتي تشاركت فيها كل من الفئتين في تأسيس ما عرف بالمدرسة الأدبية المهجرية.
ومن أشهر الأعمال الأدبية والشعرية للرابطة القلمية والتي لا تزال لها آثار واضحة في ميدان الشعر: الخمائل، والجداول، والمواكب، والأرواح الحائرة، وهمس الجفون.