تربية الابناء في الاسلام
تربية الابناء ليست بالامر السهل ولكنه ليس بالامر المستحيل اذا ما كان بطريقه مدروسه حتى يكون للابناء شخصيتهم المستقله السليمه ويمكن ان نلخص ذلك بعدة نقاط وهي :
أولا : احترام قراراتهم
ويعتبر احترام القرارات من اهم سلوك نمارسه مع الابناء فلا نلغي قراراتهم ونحترمها ونناقشهم بها ونبين لهم ايجابيات عذا القرار وسلبياته من دون استخدام امر الطاعه والسمع فهذا الامر يدمر شخصية الابناء . وكمثال على ذلك اذا كان طفلا صغيرا لا يريد شرب الدواء نقول له لن تشربه الان ولكن ستشربه خلال ساعه .
ثانيا : حرية الاختيار
يجب على الاهل ترك مساحه للاختيار مثل اختيار الطعام والملابس والالعاب والاصدقاء مع مناقشتهم بذلك كله اذا رأينا ان الاختيار فيه ضررعليه اما اذا كان تفاصيل صغيره مثل الالوان التي يلبسها وما الى هنالك فنترك له هذه المساحه للتجربه ونحترم ذوقه.
ثالثا : التشجيع على الإنجاز
يجب على الاهل تشجيع الابناء على العمل ايا كان فمثلا اذا اراد ان يساعد اخاه في صعود السلم او اذا احب ان يقوم بعمل وجبه صغيره له يجب على الاهل تشجيعه من دون يملي عليه احد فان ذلك يدعم تفرد شخصيته واستقالالها . رابعا : التشجيع على التعبير
اي ان نشجع الابن على التعبير عن ما يدور حوله فمثلا اذا كان هنالك مشكله ما يجب ان نترك له حرية التعبير عن رايه فيها او ان يسرح للطبيب هو مما يعاني ولا نتحدث باسمه . فالتشجيع على التعبير أمام الضيوف والمختصين والأهل مهم لبناء شخصية مستقلة للأبناء.
خامسا : التعامل المالي
أن نعطيهم حرية التصرف المالي فمثلا اذا ذهبنا إلى السوق نعطيه مالا وننظر كيف يتصرف به كما انه يجب ان نعطيهم حرية شراء حاجاتهم ونوجههم في حالة الإسراف . او اذا كانوا بسن المراهقع فنعطيهم حدا اعلى للمبلغ الذي سنصرفه بلاجازه الصيفيه ليضعوا لنا جدولا عن الرحله بناءا على ذلك المبلغ .
إن مفهوم وتعريف ومعنى (ليس الفتى من قال كان أبي إن الفتى من قال هأنذا) هو مفهوم وتعريف ومعنى استقلالية الشخصية واحترام الإنجاز الفردي ، فقد تربى أسامة بن زيد على يد النبي صلى الله عليه وسلم وعندما كبر وبلغ عمره 17 سنة كلفه بقيادة جيش فيه أبوبكر وعمر رضي الله عنهما فاي دعم واستقلاليه لهذه الشخصيه العظيمه والثقه في قدراته ومواهبه .وهنالك موقف آخر "عندما استأذن النبي - في الشرب - ابن عباس وهو غلام صغير وكان جالسا على يمينه من أجل أن يقدم عليه أبوبكر الصديق والجالس على يساره فرفض ابن عباس لأنه يريد أن يستأثر بالشرب بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الإناء فاستجاب له رسول الله دعما لاستقلالية قراره وشخصيته ويكبر ابن عباس ويصير حبر الأمة وترجمان القرآن" ومع عبدالله بن عمر فقد كان يجلس في مجالس الكبار في المدينة مع الرسول الكريم وعمره لا يتجاوز 11 سنة فلما كبر اصبح علما من أعلام المسلمين .
اما بالنسبه الى حماية الابناء من الغرور الذي قد يصيبهم او الكبر او الثقه الزائده يجب على الاهل ان يوجه قدرات اينه العقليه والبدنيه إلى خدمة المسلمين وقضاء مصالحهم , وأن يزرع فى نفس ابنه أن قيمته ومكانته مرهونة بما يقدمه للاسلام والمسلمين. فإذا كانت حياة الطفل على هذا النحو من الانغماس فى أحوال المسلمين فبالتأكيد سيكبر على حب الاسلام وعلى العمل له مع شخصيه رائعه مستقله بناءه.