يسعى الكثير من الأزواج أن يكونوا على درجةٍ عاليةٍ من الصّلاح و حسن المعاملة مع أزواجهن ، و هذا الأمر بلا شكٍّ يعدّ تحدّياً كبيراً ، ذلك أنّ النّفوس متغيّرةٌ متقلّبةٌ بتغيّر أحوال الحياة نفسها ، كما أنّ بعض الأزواج تراهم و مهما قدّموا لزوجاتهنّ من حسن العشرة و المعاملة و الإنفاق يأتي يومٌ و تصدف أن ترى منه الزّوجة ما تكره فتنسى كلّ ما قدّمه لها في لحظات ، و تكون إجابتها الصّادمة له ، ماذا فعلت و قدّمت لي ، و قد أكّد النّبي صلّى الله عليه و سلّم على هذه الحقيقة في نفس كثيرٍ من النّساء ، حين خاطبهم بقوله إنّكن تكفرن العشير أي يكفرن الإحسان فإذا أحسن إليها الزّوج دهراً ثمّ رأت منه ما تكره قالت لم أرى منك خيراً قط ، و لا شكّ بأنّ هذا الأمر يحبط كثيراً من الأزواج و لكن على الرّجل الحكيم أن يدرك أن معاملته لزوجته معاملةً حسنةً و تحقيق الصّلاح في نفسه هي غايةٌ ترضى الله تعالى عنه أولاً ، ثمّ يجد آثار ذلك في أسرته و طباع زوجته ، فالزّوجة تحبّ الكلام الحسن الطّيب و ترقّ لها ، و ربما استطاع الكثير من الأزواج بما يمتلكونه من مهاراتٍ في الكلام المنمّق و حسن التّعبير من أسر قلوب زوجاتهن ، و بالتّالي تسعى لرضاه في كلّ شيء ، و يتساءل كثيرٌ من الرّجال و يقولون كيف أكون زوجاً صالحاً مع زوجتي ، و نقول له إنّ عليك مراعاة الأمور التّالية في تعاملك مع زوجتك :
- أن تحسن معاملتها و عشرتها بما يرضي الله تعالى ، و أن تدرك بأنّ زوجتك هي إنسانةٌ تصيب و تخطأ ، فإن رأيت منها صفةً حسنةً شكرت الله عليها ، و إن وجدت غير ذلك صبرت على ذلك فلم تكرهها .
- أن تكون قدوةً أمام زوجتك في أقوالك و أفعالك ، فالزّوجة تحبّ أن ترى زوجها دائماً على أحسن حال ، متميّزاً بين أقرانه ، فلا تكتفي بأن تقلّد الرّجال المتميّزين في معاملتهم لزوجاتهن بل اسعى بأن تكون خيراً منهم في معاملة لزوجتك .
- أن لا تظلم زوجتك يوماً و لا تشكّ بها ، فالظّلم يحطّم نفس الزّوجة و الشّكّ ينزع عن العلاقة الزوجية تاج الثّقة التي يزيّنها .