يسعى كل واحد منا إلى التعبير عن نفسه وتحقيق ذاته عن طريق الكتابة للآخرين ليتعرفوا على فكره وثقافته وكذلك لإيصال المعلومات التي يعلمها لهم من أجل أن يتثقفوا أو أن يفتح نقاشا في مكان كتابي مما يفتحه اليوم عالم التقنية الحديثة والذي يعمل على الاستفادة العالية من شبكة الانترنت العالمية وتسخيرها لنشر المعلومات وتبادلها، ولكن بأي حال فإن عملية الكتابة ليست حكرا على أحد ولكنها لا تجب أن تكون عشوائية من كل أحد، فلا أحد يرغب بأن يرهق نفسه بكتابة أمور لا يفهمها من يقرأها ولا تصل الفكرة منها إلى الشخص الذي نرغب بإيصال فكرتنا إليه، وهذا يجعل من مسألة الكتابة على الانترنت والنشر من المسائل التي يجب أن ترعى قبل البدء بالكتابة.
احسن وأفضل طريقة للتعبير عن المعلومات والثقافة ونشر المعرفة بين الناس باستخدام شبكة الانترنت هي استخدام المقالات المكتوبة التي تتميز بأنها تنشر على صفحات المدونات الخاصة بالكتاب أو في مواقع الأخبار والنشرات العامة وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وإلى ما يشبهه من المواقع التي تسمح بتدوين تلك المقالات عليها، وفي بعض الأحيان في بعض المواقع المختصة كمجلات البحث العلمي وخلافه، مما يدفعنا إلى تعلم طريقة كتابة المقال الناجح الذي يتمكن من الوصول إلى عقول وقلوب القارئين ويزيد من معلوماتهم ومعارفهم وقدراتهم ويحقق ما أراد منه كاتبه ويحدد مضامين عناوينه الرئيسية.
للحصول على مقال ناجح فإن على الكاتب أولا أن يضع عنوانا عاما للمقالة، ويبدأ بتحديد سبب كتابة المقالة، وعن أي موضوع بالضبط ستتحدث، إن كان الموضوع سيكون من محور فردي أم اجتماعي أم النوعين معا أم صحي أم يبيئي وغير ذلك، فعملية مناقشة الموضوع من محاور محددة عملية مهمة للغاية تحدد مسار المقالة بالكامل، ثم عليه أن يتدرج في ذلك فيعمل مباشرة على القيام بوضع العناوين الفرعية التي ستتضمنه المقالة وتعليلات مناسبة ومعلومات كافية عن كل عنوان من العناويين ليتحقق الفائدة لدى القارئ بأكمل وجه وضمان عدم تشتيته عن العنوان الأصلي للمقالة حيث يتبع في ذلك أسلوب دراسة العلاقة بين العناوين الفرعية التي ستتضمنها المقالة والعنوان الرئيسي فيبقى ما كان مترابطا مع العنوان الأصلي لها ويعمل على إزالة ما اختلف مع العنوان الرئيسي وكان مشتتا لتركيز القارئ وانتباهه، أيضا على المقالة أن تحتوي على مقدمة قوية تقدم للموضوع الذي ستتحدث عنه المقالة بكل تفصيل ووضوح، ثم وضع جسم قوي للمقالة يتضمن المعلومات والعناوين الفرعية للمقالة بشرح مفصل مرتب تدريجيا بترتب علاقتها مع العنوان الرئيسي ودراسة العلاقة بين كل عنوان والآخر وتقديم بعضها على الآخر أو لا، أخيرا خاتمة مميزة تشمل على نظام تحديد ملخص لكل ما سبق ذكره في الجسم اتباعا للقاعدة العربية "أخبرهم بما تريد أن تخبرهم ثم أخبرهم ثم أخبرهم بما أخبرتهم" وهذه القاعدة تضمن أن القارئ استوعب جميع تفصيلات المقالة ووصلت له بالشكل السليم إن التزم الكاتب بها.
